رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 ربيع الاول 1426هـ - 20 ابريل 2005
العدد 1674

ذكرى وألم!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

لا يمكن المر مرور الكرام على ذكرى بداية الحرب الأهلية في لبنان في الثالث عشر من أبريل (نيسان) عام 1975· لقد مر ثلاثون عاما على بداية تلك الحرب التي اشتعلت بعد حادثة الحافلة في عين الرمانة في بيروت واستمرت لأكثر من خمسة عشر عاما دون هوادة·· وربما استغرب المؤرخون السياسيون للأمد الطويل الذي استمرته تلك الحرب الأهلية المشؤومة في لبنان لكن من يتعرف على أوضاع لبنان ويتبين له حجم التدخل الإقليمي والعربي والأجنبي لن يجد هناك أية غرابة·· لا شك أن تلك العوامل المتشابكة قد أدت الى استمرار الحرب لذلك الأمد الطويل· يجب ألا ننسى عوامل التداخل بالصراع العربي الإسرائيلي والتواجد المسلح الفلسطيني في لبنان بعد الخروج من الأردن بعد أحداث سبتمبر (أيلول) من عام 1970، وذلك التواجد أوجد تحالفات مستقطبة في لبنان على أسس ذلك الصراع وتحالفات عقائدية لا تمت للمصالح الوطنية اللبنانية بصلة·· وما من جدال أن تلك الاستقطابات دفعت لبنان وهو محدود القوى والموارد في أتون الصراع الشرق الأوسطي وجعلته يدفع غاليا، ربما حتى يومنا هذا·

كذلك فإن ما عزز الصراع في تلك الحرب الأهلية اللبنانية هو قيام الثورة الإيرانية وامتداد نفوذها الى لبنان عبر محاولة تأجيج الصراع الطائفي واستثمار الأوضاع المعيشية الصعبة التي كانت الطائفة الشيعية تعاني منها في مناطق الجنوب والبقاع وأطراف بيروت·· وغني عن البيان أن الإيرانيين أرادوا، أيضا، إيجاد قاعدة للانطلاق ضد التواجد الإسرائيلي في الجنوب اللبناني ودعم المقاومة الفلسطينية في أعمالها المناهضة لإسرائيل المنطلقة من الأراضي اللبنانية باتجاه الجليل ومناطق الداخل في إسرائيل وأراضي الضفة الغربية المحتلة·· هذه التدخلات الإيرانية وعبر أطراف لبنانية وفلسطينية حملت لبنان صراعات جديدة حيث لم تكن كل القوى في لبنان ترضى بالتورط في هذا الصراع وكانت هناك أحزاب وتيارات تريد الانعتاق من الصراع العربي الإسرائيلي عبر اتفاقات سلام واضحة، ولا بد أن النفوذ الإيراني كان قويا لدرجة نتج عنها أن قامت القوات الإسرائيلية في يونيو (حزيران) من عام 1982 بغزو الجنوب اللبناني، واحتلاله ومن ثم الانطلاق باتجاه بيروت لإنهاء الوجود الفلسطيني المسلح بصفة تامة وماحقة·

غير أن التدخل السوري في لبنان الذي جاء في عام 1976 بهدف إنهاء الصراع بين الأطراف اللبنانية لم يؤد الى نتيجة مرضية بل عزز ذلك الصراع وأدى إلى استقطابات مختلفة وصراعات مريرة·· كما أن ذلك التدخل أوجد تحالفات سياسية متغيرة بين فترة وأخرى يكون محورها الولاء لسورية أو معارضة وجودها، لكن التواجد السوري في لبنان استمر كأهم عنصر في الحياة السياسية اللبنانية وهيمن عليها حتى بعد نهاية الحرب الأهلية هناك في عام 1990 ولم يتمكن اللبنانيون من الاستفادة من اتفاق الطائف الموقع في عام 1989 لإنهاء التواجد العسكري السوري، كذلك لم يتمكنوا من تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي حتى عام 2000 عندما قررت حكومة باراك الانسحاب من هناك بفعل النزيف الدامي الذي أحدثته المقاومة اللبنانية ونتيجة لعدم أهمية الجنوب للإسرائيليين من الناحية الاستراتيجية والأمنية·· أما الوجود العسكري والمخابراتي السوري في لبنان فقد استمر حتى جاء اغتيال الرئيس الحريري ليفعل القرار الدولي 1559 ويثير حفيظة المجتمع اللبناني ويدفع السوريين للقبول بالانسحاب الذي ينتظر أن ينجز قبل نهاية هذا الشهر أبريل (نيسان) 2005·

إن ذكرى الحرب الأهلية التي أدت الى تعطل الحياة السياسية والتنمية الاقتصادية في لبنان يجب أن تكون أساسا لمعالجة الأوضاع في لبنان واكتشاف مواطن الخلل التي أدت الى نشوبها وكيف يمكن أن يتجاوز لبنان المحن المحلية والإقليمية ويركز على بناء مجتمع ديمقراطي قادر على إنجاز التنمية، هذا التحدي يجب أن يكون الأساس الصالح لمواجهة الأخطار التي ما زالت محدقة بالواقع اللبناني بعد أن أصبح لبنان وبمعاونة المجتمع الدولي حرا وقادما على استحقاقات وطنية مستجدة مثل انتخابات مايو (أيار) المقبل، وإمكانية تأسيس حكم وطني مستقبل متحرر من كل نفوذ إقليمي وأجنبي·

إن التضحيات التي بذلت في تلك الحرب الأهلية الملعونة والشهداء الذين دفعوا دماءهم قرابين للبنان، وآخرهم الشهيد رفيق الحريري، يجب ألا تذهب سدى، وعلى اللبنانيين أن ينخرطوا في عملية البناء ويتحرروا من قيود التزمت والولاءات العقيمة من أجل مستقبل أفضل للبنان وللأجيال اللبنانية الجديدة!

tameemi@taleea.com

�����
   

لأ.. كلنا كويتيون..!!:
عبداللطيف الدعيج
الاختيار من باريس:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
رحلة العطاء الكويتي:
سعاد المعجل
"جاي يطيبها عماها!!":
علي أحمد البغلي
مافيا الكتابة:
محمد بو شهري
بعد 40 سنة هل أهل الكويت قاصرون؟:
يوسف مبارك المباركي
الصين والهند:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
ديمقراطية أريد وزيرا!:
المحامي نايف بدر العتيبي
ذكرى وألم!:
عامر ذياب التميمي
التنمية الإنسانية العربية:
د. محمد حسين اليوسفي
قانون البلدية الجديد:
م• مبارك عبدالله البنوان
بين النائب والوزير:
فيصل أبالخيل
هل تصدقون الإدارة الأمريكية؟!:
عبدالله عيسى الموسوي
عاجل إلى الشيخ صباح الأحمد:
مبارك البغيلي
ما الذي أنجزته البحرين من الميثاق؟:
موسى داؤود
انتخابات التمثيل النسبي هي البديل:
فيصل عبدالله عبدالنبي
"أزمة التخلف السياسي":
علي غلوم محمد
جمعية المحاسبين.. من يطالب من:
عبدالحميد علي
رسالة ليست للنشر:
أنور الرشيد