رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 رمضان 1426هـ - 5 أكتوبر 2005
العدد 1698

الطرق الوعرة!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

لا تزال المنطقة العربية تعاني من معطيات ثقافية وقيمية تحول دون تطورها السياسي والمجتمعي، وهي تدور في أطر مغلقة بالرغم من مظاهر التطور المظهري والاستهلاكي··· وما يمكن ذكره في هذا الصدد أن الأوضاع المجتمعية قد عادت الى الوراء وما يمكن رصده في هذا الشأن الكثير خصوصا ما تعرضت له المرأة من اضطهاد مباشر وغير مباشر بحيث يشعر المرء بأننا على وشك الولوج في ما يشبه عهود الانحطاط·· وإذا كان هناك من يدفع بأننا تجاوزنا خلال عقود القرن العشرين مراحل التخلف والجهل بعد أن ازدادت أعداد المتعلمين وتحسنت القدرات المهنية للكثير من أبناء الشعوب العربية إلا أن الواقع يوحي بأمور مختلفة، حيث برزت سمات التشدد الفكري وأصبح الدين الذين كان الأولون يؤمنون به على أسس التسامح وكونه منطلقا للتواصل بين الناس ومحفزا للعمل والاجتهاد، أصبح الآن أساسا للتزمت ورفض الآخرين وأداة للتقوقع والاستقطاب الطائفي·· ولا شك أن هذه المظاهر تتنافى مع قيم الأديان السماوية وغيرها من أديان تسمو على خلافات البشر التقليدية وتهدف الى الاعتناء بروح الإنسان ودفعه الى السعي في الحياة متسلحا بروح سمحة ومتفائلة وقادرة على التواصل مع الآخرين·

وإذا أخذنا النموذج الفلسطيني فإننا نجد معضلات مهمة تحول دون تمكن الفلسطينيين من إقامة دولتهم العتيدة دون معاناة وعذاب جديدين بعد رحيل الإسرائيليين عن قطاع غزة· إن ما حدث يوم الجمعة الثالث والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي يؤكد العجز عن فهم الأمور وعدم القدرة على الاستفادة من الفرص التاريخية لبناء مستقبل واعد·· ما الذي يجعل مجموعة من المسلحين تندفع في مهرجان تحد، دون مبررات سياسية، مدججين بالسلاح والمتفجرات ومن ثم التسبب في انفجار يودي بحياة العشرات؟! أكثر من ذلك الاندفاع في إطلاق صواريخ لا قيمة عسكرية لها على مناطق داخل إسرائيل ثم تحميل المواطنين الفلسطينيين في غزة وغيرها من مدن الضفة الغربية المحتلة تبعات هذا الشطط وتوفير الحجج اللازمة للحكومة في إسرائيل للاندفاع في أعمال القمع والترهيب· بعد كل هذه التجربة الطويلة في النضال بمختلف أشكاله في الساحة الفلسطينية وعلى مدى زمني طويل قارب الستين عاما، هل يعقل أن تستمر حركة النضال والمقاومة تحت رحمة المتشددين الذين لا يملكون رؤية للواقع وأفقا مستقبليا للحياة الوطنية المستقلة؟

وفي مناطق عربية كثيرة ما زال الحوار حول المستقبل وطرق الإصلاح يتمحور حول مواقف مستقطبة دون معالجات للقصور في تلك المواقف فهي تعتمد على الشك والاتهامات والتي لا تنطلق من برامج سياسية واعية تمكن المواطنين من قياس مصالحها من تلك المواقف··· إن غياب البرامج هو سمة عربية من دون منازع، كما أن محاولة الحصول على كل شيء دفعة واحدة ومن دون استيعاب المتغيرات بعد معاناة طويلة في ظل أوضاع استبدادية وغير صحية تمثل إحدى السمات في التعامل السياسي في الكثير من البلدان العربية·· وإذا أخذنا تجربة البحرين فإننا نجد أن القوى السياسية التي عانت لأمد طويل في ظل غياب الديمقراطية لم يتفاعل عدد منها مع المتغيرات الإيجابية التي اعتمدت في البحرين منذ بداية هذا العقد، وهي لا تزال ترفض المشاركة في الانتخابات·· وهذا الموقف لابد أنه قد دفعها بعيدا عن المشاركة الفعالة في صياغة الحياة السياسية من خلال الآليات الديمقراطية، وجعلها منعزلة وأسيرة لقيم التجاذب والاستقطاب التي هيمنت على الحياة السياسية خلال العقود الماضية·

وفي الكويت نجد أن المواقف الشعبوية والمناهضة للإصلاح الاقتصادي والانفتاح على الاستثمار الأجنبي أصبحت من وسائل التكسب السياسي، لكن دون تقديم بدائل لأوضاع اقتصادية مهترئة وهزيلة تحول دون تقدم البلاد في ركب التقدم والتنمية·· وإذا كان موضوع تطوير حقول نفط الشمال عنوانا بارزا في هذا المضمار فكيف يمكن للقوى السياسية أن تتفاعل مع متطلبات تطوير القطاع النفطي بعد أن عانى من تبعات الإدارة الوطنية والإهمال الفني والتسييس المستمر في عمليات التوظيف؟ وإذا كانت الكثير من بلدان العالم قد توصلت الى اتفاقيات صيغت بما يخدم المصالح الوطنية في القطاع النفطي، فلماذا لا نتمكن من وضع مفاهيم عصرية للعلاقات مع شركات النفط بما يعزز قدراتنا الإنتاجية ويزيد من مداخيلنا من النفط ويمكن من الاستفادة من خبرات تلك الشركات في تطوير القدرات البشرية لدينا؟ هذه الأسئلة وغيرها تنسحب على قضايا أخرى في الكويت مثل قضية التخصيص ومعالجة القصور في التشريعات التي تعتمد على الأعمال الاقتصادية·

إن المسألة الأساسية التي لا بد من إثارتها في مواجهة معضلات التطور السياسي والثقافي في البلدان العربية هي ضرورة الانفتاح والمرونة في التعامل مع القضايا ودراسة سبل الاستفادة من الأوضاع لجني نتائج مواتية لبناء مستقبل يمكن من تحسين أوضاع البلاد والعباد·· هناك تجربة العراق وهي تشير الى عناصر إيجابية مثل التحرك نحو إقامة نظام دستوري وديمقراطية تعددية وحماية حقوق البشر بصرف النظر عن طوائفهم وأعراقهم، ولكن هناك عناصر سلبية مقلقة تتمثل بإصرار الفئات والعناصر التي كانت مستفيدة في ظل النظام البائد ومحاولتها تعطيل التطور السياسي والتنمية الاقتصادية من خلال وسائل الإرهاب والعنف·· وهذه العناصر السلبية في التجربة العراقية الراهنة تؤكد ما سبق الإشارة إليه وهو أن التزمت والتشبث بالمواقع المفقودة والقيم القديمة من أهم أسباب التعطل السياسي والتأخر في مواكبة التطور الحضاري والتحديث الاقتصادي في الكثير من البلدان العربية·

tameemi@taleea.com

�����
   

الراشي والمرتشي والوزير الإصلاحي:
د·أحمد سامي المنيس
"بليا راس":
عبداللطيف الدعيج
أسرى الكويت... مأساة يجب أن تروى!:
سليمان صالح الفهد
أصالة الشعب العراقي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
هاليبرتون في قبضة العدالة!!:
سعاد المعجل
الرأي المكشوف:
المحامي نايف بدر العتيبي
حقول الشمال: بنود غامضة:
المهندسة سعاد المنيس
سقف الحرية بارتفاع لا محالة:
محمد بو شهري
الطرق الوعرة!:
عامر ذياب التميمي
الاقتصاد السياسي للمناخ:
د. محمد حسين اليوسفي
"طبخ طبختيه":
على محمود خاجه
..من صحافة العدو:
عبدالله عيسى الموسوي
قراءة في انتخابات الجامعة:
كامل عبدالحميد الفرس
الإسلام دين المبادئ ولكن..؟(2 - 2):
علي غلوم محمد
لولا استمرار احتلالكم لجزرنا لكنتم "الأعلون":
عبدالرحمن خالد الحمود
حقولنا الشمالية:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
"صيغة اتفاقية وهواجس أمنية":
مسعود راشد العميري