هل لا يزال البعض منا يصدق الإدارة الأمريكية ورئيسها جورج بوش عندما يتعلق الأمر بمستقبل الصراع العربي - الإسرائيلي؟
المتابع لأغلب الصحف العربية الصادرة بعد اجتماع بوش - شارون يجد أن أغلب العناوين الرئيسية كانت تنبئ بأن الرئيس بوش متضامن مع الحقوق العربية ويقف في جادة الحياد، بل ووصل الأمر لأن يبدي بعض العرب سعادتهم العلنية لهذا الموقف·
إن الكيان الصهيوني لم يرتكب كل جرائمه خلسة، بل في وضح النهار ولا ينفي ارتكابه لها بل وتنقل وسائل الإعلام العالمية كل صور جرائمه وكان آخرها قتل ثلاثة فتية أبرياء لمجرد أنهم كانوا يلعبون كرة القدم بالقرب من نقطة تفتيش إسرائيلية· وهذه الجرائم ترتكب بمباركة ودعم وتأييد الإدارة الأمريكية التي مارست حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن عشرات المرات من أجل دعم الكيان الصهيوني وعدم إصدار قرارات دولية لإدانة الجرائم المروعة·
إننا عندما نرتاب من الإدارة الأمريكية فهذا ليس دليل قصور سياسي أو اتباع للأهواء كما يصور البعض، بل هو عصارة خبرة مريرة من سياسة أمريكية ممتدة على مدى 57 عاما تعين الكيان الصهيوني على الظلم، وتقلب الدنيا على الآخرين الذين لا يتبعون سياساتها وأهوائها··· وهو خلاصة تجربة نعايشها اليوم عندما تمارس هذه الإدارة كل الضغوط على الجمهورية الإسلامية في إيران بحجة سعيها لامتلاك السلاح النووي بينما تغض النظر تماما عن الكيان الصهيوني وترسانته النووية التي تهدد المنطقة بأسرها·
إن بوش في قمته الأخيرة مع السفاح شارون أكد بأنه لا يمكن العودة لحدود ما قبل 67 بل وشدد على أن بعض المستوطنات الحيوية لأمن دولة إسرائيل يجب أن تبقى في الضفة الغربية· وبالطبع، فإن الحديث عن وضع مدينة القدس وعودة مئات الآلاف من اللاجئين لم تكن مطروحة على طاولة المفاوضات لأن الإدارة الأمريكية قد شطبتها منذ أن قبل بعض العرب سلوك طريق التسوية المذلة والقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي ولو أنهم تمسكوا بثلاثة قرارات دولية لحافظوا على الكثير من حقوقهم وهي قرار التقسيم، وقرار حق عودة اللاجئين، وقرار الانسحاب من قطاع غزة والضفة الغربية·
فهل لا يزال البعض منا يصدق الإدارة الأمريكية؟ واأسفاه لأن الإجابة (نعم)·
abdullah.m@taleea.com |