رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10 شعبان 1426هـ - 14 سبتمبر 2005
العدد 1695

ثقافة الانتقاد!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

لم يتبقَ أي كاتب أو سياسي في الولايات المتحدة دون أن يتعرض لكارثة كاترينا والنتائج الكارثية التي نجمت عنها، حيث كان الدمار والموت·· وقد استثمر المعارضون لسياسات الرئيس جورج بوش لتلك الكارثة ليعبروا عن شكاواهم من أداء الإدارة ويربطوا بين ما حدث في لويزيانا والمسيسبي والباما، نتيجة لتلك الكارثة مع ما يجري في العراق من مشكلات سياسية وأمنية مشيرين لتعثر الإدارة في أدائها، وليس من المستغرب أن تبرز هذه الملاحظات في الصحافة الأمريكية أو في المنتديات السياسية هناك، حيث تفرض المنافسات السياسية والاختلافات القيمية درجة عالية من الانتقاد والتعليقات الحادة والسخرية من أداء الإدارة الحاكمة ولذلك فإن من المعتاد أن يستغل الديمقراطيون، وهم في المعارضة، هذه الكارثة ليصبوا جام غضبهم على إدارة بوش الجمهورية·

ولقد غيرت الأوضاع السياسية في الولايات المتحدة منذ فوز الرئيس بوش بولايته الأولى في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2000 بالاستقطاب السياسي نظرا لهيمنة التيار المحافظ من الحزب الجمهوري على تقاليد السياسات الداخلية والخارجية بمواجهة تيار معارض من أطراف كثيرة في المجتمع السياسي الأمريكي·

من أهم ما أثير بشأن الكارثة الطبيعية الأخيرة أن أنظمة الوقاية من الطوفان المائي والأعاصير لم تكن مهيأة، أو على الأقل كافية، لمواجهة مخاطر تلك الأخطار وحماية الناس وممتلكاتهم·· كذلك أشار آخرون إلا أن هناك تحيزا من الإدارة ضد مصالح الفقراء والمعدمين والذين لا يملكون القدرة على حماية أنفسهم من الدمار·· وفي إطار الانتقادات المستمرة، يذكر بشأن موضوع تخفيض الضرائب، والذي أقر في فترة الرئاسة الأولى للرئيس جورج بوش، حيث يرى كثير من المنتقدين بأن التخفيض جاء لمصلحة الأغنياء ومصالح الأعمال وعلى حساب متطلبات واحتياطات المعوزين·· وما يذكر هنا أن أنظمة الرعاية الصحية لا تحظى باهتمام الإدارة وهناك أكثر من 40 مليون أمريكي يفتقرون للضمان الصحي، وهم لا يملكون التأمين على العلاج·· كذلك فإن رعاية المسنين من الفقراء قد تراجعت بفعل التقتير في توفير الأموال للبرامج الاجتماعية·· يضاف الى ذلك، كما يذكر نقاد الإدارة، أن أعداد الفقراء في الولايات المتحدة قد ازداد خلال السنوات الأخيرة·

ولا شك أن هذه الانتقادات طبيعية ومشروعة في بلد ديمقراطي، وهي مؤشر على قوة الحياة السياسية وحيوية المجتمع وفعالية مثقفيه والمتصدين للشأن العام هناك·· وتتمنى الكثير من النخب المثقفة في بلدان كثيرة، مثل البلدان العربية، أن يتوافر لديها مناخ سياسي حر كما هو قائم في الولايات المتحدة، حيث إن الانتقادات لا يمكن أن توجه لتصرفات الحكومة والسلطة دون التعرض للمساءلة أو في أحيان كثيرة للاضطهاد بدرجات متفاوتة·· وغني عن البيان أن الكثير من الانتقادات الموجهة الآن للإدارة الأمريكية بشأن كارثة كاترينا مبالغ فيها ومشبعة بالعاطفة السياسية وبدرجة خارجة عن الموضوعية، حيث إن الكوارث الطبيعية أمر خارج عن السيطرة حتى لو توافرت كل الاحتياطات الضرورية لمواجهتها من قبل السلطات·· لا يعني ذلك أنه لم يكن هناك تقصير في الأداء أو في حماية الأفراد وممتلكاتهم أو محاولة حماية مدينة نيوأورلينز من الدمار الذي حاق بها، بل إن الأمور كان يمكن أن توضع في نصابها دون إضافة بهارات المبالغة أو محاولة إدراج مسألة التدخل لتحرير العراق في سياق الانتقادات·

ليس هنا من جدل بأن مواجهة الدمار ستكون حاسمة وأساسية وسوف تنتصر إدارة العمران ولا بد أن ترصد الأموال اللازمة لإعادة البناء كما رصدت عشرة بلايين دولار للمواجهة السريعة للكارثة في الولايات الجنوبية الثلاث·· كما أن هناك دروسا أساسية يمكن أن يتعلمها الأمريكيون وغيرهم من تلك الكارثة وهي أنه مهما بلغت الحضارة أوجها ومهما ملكت البلاد من ثروات وعلم ومعرفة فإن الكوارث إذا وقعت فهي تتطلب معالجات مختلفة ونوعية ولا بد من رصد الموارد للوقاية منها أو على الأقل للتخفيف من مواجهتها وتحرير الشعوب من الديكتاتورية والطغيان فإن الولايات المتحدة تحملت أعباء كبيرة نتيجة لغياب دور الآخرين والمجتمع الدولي·

 

باحث اقتصادي كويتي

tameemi@taleea.com

�����
   

استعجال نفطي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
سارق ومجرد من إنسانيته:
محمد بو شهري
نواب الفساد.. من يحاسبهم؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
ثقافة الانتقاد!:
عامر ذياب التميمي
وجه آخر للمرأة الخليجية:
د. محمد حسين اليوسفي
رسائل تعزية ومواساة:
د. عبدالواحد محمد الخلفان
تسونامي – كاترينا.. أسعار النفط ما الضابط لها؟:
زيد العقيل
طلب الحق ...فنصر الباطل:
فيصل عبدالله عبدالنبي
..وماذا بعد الانسحاب من قطاع غزة؟!:
عبدالله عيسى الموسوي
الأمم المتحدة الى أين؟:
كامل عبدالحميد الفرس
نحن و"كاترينا":
مسعود راشد العميري
المرأة العراقية العربية.. هتك لحرماتها الفكرية والجسدية:
عويشة القحطاني