من ير المشاكل البرلمانية لدينا والتي انعكست بوضوح على المجتمع وعلى الأداء الحكومي يعرف أن أحد أسبابها هو التقسيم الحالي للدوائر ونتائج هذا التقسيم ومخرجاته، فهناك من يطالب بتغيير هذا التقسيم الى عشر دوائر وآخر يقترح خمسا ولكن، هل هذا هو الحل؟! وهل هذه التقسيمات والمقترحات سوف تعطي تمثيلا حقيقيا لمختلف شرائح المجتمع؟! أم أن كل فئة تريد تقسيم الدوائر تفصيلا على مقاسها وضمانا لسيطرتها وتهميش الآخرين؟! ولذلك نرى الخلافات والاعتراضات بين القوى السياسية في البرلمان على المقترحات المطروحة لإعادة تقسيم الدوائر فالكل "يغني على ليلاه"، الحل الأفضل لنا هو نظام التمثيل النسبي في البرلمان كما حدث في العراق، وغيره من الدول، فهذا الأسلوب يضمن لكل ألوان الطيف في المجتمع الكويتي بأن تمثل تمثيلا حقيقيا حسب حجم كل فئة وثقلها السكاني من خلال الأصوات التي تحصل عليها، فنعم لأن تكون الكويت دائرة انتخابية واحدة ولكل مواطن صوت واحد فقط، فيجب أن نلغي الأسلوب الحالي في الانتخابات الذي يخلط الحابل بالنابل ويجعل المواطن محصورا بدائرة ضيقة يصوت بها لأشخاص لا يمثلونه ولا يحلون مشاكله وليس له قناعة بهم، بل إن بعض الدوائر نوابها نجحوا في انتخابات فرعية مخالفة لقانون الانتخابات واضطر المعارضون لهم للتصويت من باب اختيار أفضل السيئين، فلو كانت الكويت دائرة واحدة فسوف يصوت المواطن الشريف في آخر البلد للمرشح الشريف الذي في أول البلد، لا تمنعه الدوائر الحالية التي تضيع أصوات كثيرين، نتمنى من أصحاب القرار في الحكومة ومن مؤسسات المجتمع المدني والنواب الجادين في الإصلاح التفكير بتبني نظام انتخابات التمثيل النسبي كما هو مطبق في العراق وتركيا وألمانيا وغيرها من الدول وأثبت نجاحه وفاعليته، فبه سوف يكون الحل لمشاكل البرلمان وممثلي الأمة والناخبين، وبشرح بسيط ومختصر للتمثيل النسبي لمن لا يعرف تفاصيل هذا النوع من الانتخابات، أولا يجب أن تكون الكويت دائرة انتخابية واحدة ولكل مواطن صوت واحد فقط أي لا يصوت لاثنين كما هي الحال الآن أو لعشرة كما كان في السابق، بل صوت واحد يعطيه لفرد أو قائمة، فلو أن عدد الذين ذهبوا للتصويت وأدلوا بأصواتهم 100,000 ناخب، فيقسم هذا العدد على عدد مقاعد البرلمان أي على 50 مقعدا، فيكون لكل مقعد 2000 صوت، أي كل مرشح يحصل على 2000 صوت وأكثر سيحصل على مقعد في البرلمان، وأما إذا كانت قائمة مكونة من 50 شخصا مثلا ولنفترض اسمها قائمة الوطنيين، فالناس تعطي أصواتها لهذه القائمة وبالتالي تحسب عدد الأصوات التي حصلت عليها ولنفترض حصلت على 10,000 صوت فيعني أنها حصلت على 5 مقاعد في البرلمان إذ إن كل 2000 صوت تحصل علىها تعطيك مقعدا بالبرلمان وتكون المقاعد الخمسة من نصيب أول خمسة أسماء بالقائمة، وبهذه الطريقة سوف نجد التشكيلة البرلمانية هي تمثيل حقيقي لعدد كل فئة في الكويت سواء كانت أحزابا أو طوائف أو قبائل أو تيارات أو مستقلين يستطيعون مراقبة الأداء الحكومي بشفافية وموضوعية وكذلك حل المشاكل العالقة، فتنتهي مشكلة نقل وشراء الأصوات والواسطة وحكر دائرة على طائفة أو حزب أو قبيلة، فتكون الكويت كلها دائرة على طريق الإصلاح، فالشعب الواعي ينتج برلمانا واعيا صالحا، والبرلماني الواعي الصالح يستطيع من خلال صلاحياته الدستورية أن يجعل الحكومة تكون أسرع بعملية الإصلاح والتطوير ومكافحة التجاوزات·
machaki@taleea.com |