بادئ ذي بدء لا بد لنا أن نشكر الإخوة القائمين على الشبكة الليبرالية وكذلك الشكر موصول للأساتذة الكتاب: عبداللطيف الدعيج وعلي البغلي وحسن العيسى، على جهدهم الموفور في فضح ذلك النائب الذي قام بسلب مقالة غيره! إنها حقا مهزلة، حينما ينهب ممثل وقدوة الأمة، مقالة لم يسطرها بنفسه، ترى هل هو النائب الوحيد أو الكاتب الوحيد من ضمن تلك الجماعات المتسربلة برداء الدين الذي يرتكب مثل تلك الفعلة الشنيعة؟ حقيقة لا أستبعد أن ثمة آخرين وعلى المنوال نفسه· في إحدى المرات التقيت بشخص إيطالي، شرح لي معنى كلمة مافيا Mafia، وعلى حد قول ذلك الشخص، أن تلك المفردة عربية المصدر! وهي مشتقة من كلمة مافي، ولذلك عصابات المافيا تسرق الأموال لأنها لا تملك شيئا· إذا نستشف، أن تلك السرقة لها إرهاصاتها ومدلولاتها، فبعد أن أفلس هؤلاء الكهفيون في إقناع الجمهور، من خلال مواقفهم الواهنة والمتأرجحة في مجلس الأمة، ارتأوا إرضاء الناس وكسب ودهم عن طريق القلم، بيد أن ذلك القلم لم يلتقط، إلا عمل ومجهود الآخرين، ولِمَ لا؟ فهؤلاء الكهفيون خطفوا الدين والبلد كما يقول الشيخ سعود ناصر الصباح، فلماذا لا يسرقون إبداعات الغير؟ ولكن ليعِ هؤلاء جيدا أن جميع تحركاتهم وسكناتهم باتت مكشوفة عند أولي الألباب، أما بالنسبة للسذج والبسطاء، فكل ما يتفوه به هؤلاء أو ما يكتبونه، فهو بمثابة الأمثل والأفضل عندهم للأسف·
إننا قد نسمع أو نقرأ أحيانا، أن أحد الأدباء قد قام برفع شكوى في حق الذين قاموا بسرقة كتاباته ومؤلفاته، وحتى بعض الأفلام والمسرحيات المشهورة التي تمت ترجمتها، نجد من بينها المسروق أيضا، ولكن العجيب والغريب في الأمر، عندما نتفاجأ هنا، أن السرقة من نوع آخر تماما، فهل يعقل أن الذي قام بتلك العملية الفظيعة، يحمل شهادة الدكتوراه؟! وعليه لا نشكك بتاتا أن ذلك المؤهل الرفيع، ربما تم الحيازة عليه بالطرق الملتوية أيضا، وخصوصا أنه مندوب طالبان سابقا، والطالبانيون معروف عنهم، أنهم أرباب الجبال والكهوف، وليس الكليات والجامعات· رئيس الحكومة الألمانية الحالي غيرهارد شرويدر الذي يتجاوز سنه الخمسين عاما، في أثناء حملته الانتخابية، كان النقد من حوله محتدما، بسبب نكرانه للون شعره الأصلي، فالألمان كانوا يقولون: إن الرجل يصبغ شعر رأسه كي يخفي الشيب ويظهر أكثر شبابا، وبالمقابل كان هو يرفض ذلك الاتهام، فصار الألمان يقولون: إذا كان هذا الرجل يخدعنا بلون شعر رأسه، فكيف يمكن لنا أن نصدق تصريحاته وسياساته؟! نتساءل هنا: ماذا لو اكتشف الألمان، أن رئيس حكومتهم يسرق كتابات الآخرين في إلقاء خطاباته؟ من القرن الثاني عشر، ثمة أسطورة ذائعة الصيت لدى الإنجليز، روبن هود وعصبته الذين كانوا يسرقون الأغنياء كي يساعدوا الفقراء! صحيح أن السرقة مرفوضة وحرام، إلا أن روبن هود كان يهدف الى سد عوز المحتاجين واسترداد الحقوق من الأغنياء الذين أتخمت كروشهم بأموال الفقراء والمساكين، بينما صاحبنا الجهبذ يختلس الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولاسيما أن الكاتب الذي لجأ الى سرقته، معروف عنه إعجابه بنظام طالبان المقبور وأسلوب تعامله الوحشي مع المرأة الأفغانية في ذلك الحين!
إير باص 380 A
بعض الإخوة الكرام الذين أبدوا تبرمهم من مقالتي السابقة، والتي انتقدت فيها الطائفيين والقبليين، أقول لهم: مثلما نفتخر بالمنتج الكويتي، علينا أيضا أن نبحث عن العناصر الوطنية وندعمها في كل مجال حيوي ومهم، ولو فعلنا ذلك لأضحت كل أمور البلد على مايرام، وفي السياق نفسه أطرح هذا التساؤل: طائرة الإيرباص A 380، لا شك أنها تعتبر تحفة ومفخرة للدول التي اشتركت في صناعتها، يا ترى أي طائفة أو عرق أو قبيلة أو حتى عائلة، ينتسب إليها العلماء والمهندسون الذين قاموا بصناعة هذه الأعجوبة العلمية؟ أفيدوني أفادكم الله!
freedom@taleea.com |