رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 شعبان 1426هـ - 28 سبتمبر 2005
العدد 1697

معطيات مختلفة!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

يلاحظ أن المشهد العام في منطقة الشرق الأوسط يتسم بالتناقضات الاجتماعية والسياسية، ولا يخلو بلد من أفغانستان الى المغرب من تباينات في الأوضاع بين مختلف فئات الشعب في أي من هذه البلدان·· وقد يجد بعض الباحثين صعوبة في فهم هذه الأوضاع حيث تنتشر مفاهيم الغيبيات والتطرف الأصولي وفي الوقت ذاته حراك نحو التحرر من الاستبداد والنظم القمعية والدكتاتورية·· ولذلك يرى عدد من المراقبين في الغرب أن هذه الأوضاع ربما لا تكون مثالية للهندسة الاجتماعية في الوقت الراهن وإنها ربما تحتاج الى تحولات في القيم والسلوك السياسي الاجتماعي حتى تصبح مواتية للتغيير·· ولا شك أن الكثير من سمات هذه المجتمعات شرق الأوسطية لا تشجع على التفاؤل وربما تجعل أي مراقب أو متابع يشعر بالإحباط لكن هناك إمكانات لتحديد عناصر إيجابية·· قبل عدد من السنوات لم يكن هناك من يتوهم من إمكانية قيام مظاهرات في بلدان عربية تطالب بالديمقراطية وإطلاق سراح المعتقلين أو إنهاء أنظمة الطوارىء أو إفساح المجال أمام التعددية الحزبية·· كذلك لم تكن هناك من وسائط إعلامية فاعلة تستطيع أن تثير قضايا مركزية في البلدان ذات الأنظمة الشمولية··· من الصحيح القول بأن هذه الأنظمة ما زالت تعتقل المعارضين وربما تمنع شخصيات من الترشح في الانتخابات المسموح بهاإلا أنّ ذلك لم يمنع من إثارة هذه القضايا على المستوى العالمي بشكل فعّال والتأثير في قطاعات واسعة من التجمعات برسالة المضطهدين في هذه البلدان··

وإذا أخذنا النموذجين اللذين تعرضا للتغيير بواسطة التدخل العسكري الخارجي وهما أفغانستان والعراق فإننا لا بد أن نجد عناصر تدعو للتفاؤل·· هناك مقاومة للتغيير في كلا البلدين وهناك عناصر تقوم بإرهاب كل من يشارك في عملية التغيير السياسي ويدعم جهود المجتمع الدولي لتطوير أوضاع البلدين سياسيا واقتصاديا إلا أن مسيرة الأحداث تتجاوز كل هذه العقبات الأساسية·· فمثلا إن أفغانستان قد تمكنت من إجراء انتخابات رئاسية في العام الماضي ولم تفلح محاولات "طالبان" في تعطيل تلك الانتخابات، كما أن الانتخابات التي جرت هذا الشهر لانتخاب مجلس تشريعي سارت بشكل جيد وأدت إلى مشاركة أكثر من خمسين في المئة من الذين قيدوا في سجل الناخبين، وهي نسبة معقولة في أي مجتمع ديمقراطي عريق·· كما أن مشاركة المرأة، والتي قيدت حريتها لزمن طويل في ظل نظام طالبان، كانت مشاركة مهمة وأساسية·· ومن الأمور الطريفة أن أكثر العاملين في فرز الأصوات بعد إجراء الانتخابات من النساء··

وإذا انتقلنا الى العراق نلاحظ أن هناك مشاهد دامية وقاتلة وتعصر القلوب حيث يقتل يوميا العشرات من العراقيين العزل بفعل الإرهاب الأعمى المتدثر بالتطرف الديني، لكن مقابل ذلك هناك حراك باتجاه الديمقراطية والتي تتعدد أشكالها·· هناك صحافة حرة لم يسبق أن مر بها العراق منذ بداية تكوينه المعاصر في العشرينات من القرن العشرين، وهناك أحزاب سياسية لبناء دولة عصرية على أسس ديمقراطية·· وسوف يطرح دستور البلاد في أواسط الشهر المقبل في استفتاء عام، وربما يحرز القبول من أغلبية العراقيين· وبالرغم من الجدل الذي دار حول الدستور والملاحظات التي أثيرت من أطراف عديدة في المجتمع السياسي العراقي، ومنهم من شارك في صياغته، إلا أنّ مشروع الدستور يمثل وثيقة متقدمة على جميع الأوضاع في العراق، وفي أي بلد عربي، منذ بداية عهود الاستقلال في الشرق الأوسط· كما أن آليات العمل من أجل ضمان حق المواطنين في إبداء الرأي في هذه الوثيقة تؤكد أن النتيجة ستكون مبنية على شرعية واضحة·· وكما جرت الانتخابات للجمعية التأسيسية في يناير (كانون الثاني) الماضي فسوف تتدفق جموع العراقيين في أواسط أكتوبر (تشرين الأول) لتدلي بالأصوات رغم تهديدات الإرهابيين··

إنّ التحولات الجارية في العراق وأفغانستان والإرهاصات الجارية في بلدان أخرى في المنطقة تؤكد بأن الأمور لا يمكن أن تظل في حال من السكون السرمدي، كما يتمنى الطغاة والحكام الشموليون·· ولا بد أن ظاهرة العولمة قد أكدت حضورها ولا يمكن أن تبقى منطقتنا معزولة عن التأثيرات الحضارية الجارية·· وكما تطورت بلدان أوروبا الشرقية باتجاه الحرية والديمقراطية خلال العقدين الماضيين فإن البلدان العربية لا بد أن تمر بصعوبات ومشكلات أمنية وسياسية واضطرابات اقتصادية حتى تصل الى شاطىء الاستقرار· كما أن التشرذم في الساحة السياسية ليس شيئا غريبا حيث إن المجتمعات التي تخرج من دائرة الشمولية تبرز ظاهرة الأحزاب الصغيرة والمتعددة مثل الفطر حتى تمر القوى بفترة من العمل ثم تنضج وتلتئم من أجل توفير بدائل مقنعة للمواطنين وتمكنهم من عقلنة اختياراتهم·

tameemi@taleea.com

�����
   

قرار الدويلة.. كيف نقرؤه؟:
د·أحمد سامي المنيس
تجنيس من يستحق:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
التصريح الفيصل!!:
سعاد المعجل
حلبة سباق ضاحية جابر العلي:
المحامي نايف بدر العتيبي
تساؤلات وخواطر حول الانتخابات البرلمانية القادمة(2):
مسعود راشد العميري
من صاد عضوية البرلمان.. عشى عياله:
محمد بو شهري
"لا تعطونهم ويه":
على محمود خاجه
معطيات مختلفة!:
عامر ذياب التميمي
طرائف الانتخابات الأفغانية:
د. محمد حسين اليوسفي
الوعي التنموي شرط لازم للنجاح:
يحيى علامو
مطبوعات لا تستحق اسمها:
محمد موسى الحريص
الإسلام دين المبادئ ولكن..!(1-2):
علي غلوم محمد
محطات من الصراع:
عبدالله عيسى الموسوي
مؤسسات الفك المفترس:
عبدالخالق ملا جمعة
السيد السيستاني نموذج التسامح الإسلامي:
فيصل عبدالله عبدالنبي