رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 ربيع الاول 1426هـ - 20 ابريل 2005
العدد 1674

���� �������
لست خبيرا دستوريا لكنني أدعي معرفة الحياة الدستورية ولست ممن يفتي بغير ما يعلم، إنما نحن كنا في مقاعد الدراسة علمنا مبادىء الديمقراطية وحفظنا دستور عبدالله السالم رحمه الله·· ومن ضمنه أن من يراقب ويشرع هو مجلس الأمة ومن يملك صلاحية طرح السؤال هو النائب وأي كلام خارج هذا الإطار ليس من قيمنا ولا لغتنا ومن هنا سأذكر بعض الحوادث منذ بداية العمل الديمقراطي بالكويت منذ عام 1963
وأخيرا أقر قانون البلدية رقم 5 لسنة 2005 ونشر في الجريدة الرسمية بعد سجال طويل ومناورات عديدة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية طوال السنتين الماضيتين وذلك بعد أن تم تعطيل المجلس البلدي السابق· بلا شك إن إقرار هذا القانون وإن جاء متأخرا ووجود بعض الشوائب به إلا أنه يعتبر إنجازا يحسب لصالح مجلس الأمة الحالي،
بحلول الرابع عشر من فبراير عام 2005 تكون قد مضت أربعة أعوام كاملة على العمل بمشروع ميثاق العمل الوطني الذي أفرز حالة متميزة من التوافق الوطني، كما أن ظروف تولي الملك زمام المبادرة في هذا البلد وتصدره مقعد الرجل الأول في السلطة جعل منه رجل الإصلاح الأكثر شهرة بين نظرائه في العالم العربي والإسلامي· ومع انقضاء أربعة أعوام على هذا الحدث التاريخي،
بادئ ذي بدء لا بد لنا أن نشكر الإخوة القائمين على الشبكة الليبرالية وكذلك الشكر موصول للأساتذة الكتاب: عبداللطيف الدعيج وعلي البغلي وحسن العيسى، على جهدهم الموفور في فضح ذلك النائب الذي قام بسلب مقالة غيره! إنها حقا مهزلة، حينما ينهب ممثل وقدوة الأمة، مقالة لم يسطرها بنفسه، ترى هل هو النائب الوحيد أو الكاتب الوحيد من ضمن تلك الجماعات المتسربلة برداء الدين الذي يرتكب مثل تلك الفعلة الشنيعة؟
وزير المواصلات أحمد العبدالله يملك فلسفة غريبة في إدارة لجنة الخدمات في مجلس الوزراء التي يرأسها منذ سنوات ولم يحقق أية إنجازات من خلالها، ويظن أن أصحاب المعاملات التي تقبع معاملاتهم في أدراج لجنته منذ شهور طويلة لا يملكون أي تأثير أو نفوذ لتمرير معاملاتهم، على اعتبار أنهم أناس بسطاء، بينما غاب عن باله أن الكويت فيها سلطة اسمها السلطة القضائية، وإن لجأ إليها أصحاب المعاملات الذين أهملهم بصورة "مقصودة" فإنهم سينتزعون حقوقهم من يديه، سواء أبى أو رضي.
دوي الأفكار
من ير المشاكل البرلمانية لدينا والتي انعكست بوضوح على المجتمع وعلى الأداء الحكومي يعرف أن أحد أسبابها هو التقسيم الحالي للدوائر ونتائج هذا التقسيم ومخرجاته، فهناك من يطالب بتغيير هذا التقسيم الى عشر دوائر وآخر يقترح خمسا ولكن، هل هذا هو الحل؟! وهل هذه التقسيمات والمقترحات سوف تعطي تمثيلا حقيقيا لمختلف شرائح المجتمع؟!
إن المراقب للأحداث السياسية في هذا البلد يجد ملاحظتين تشدان اهتمامه: الأولى هي كثرة تعاقب الحكومات، والثانية هي إدارة الأحزاب للحركة السياسية دون إشهار هذه الأحزاب التي تتحرك على شكل أفراد بأهداف حزبية محددة داخل قبة البرلمان، ومن هنا تنشأ الصراعات بين ما تريده هذه الأحزاب على شكل أفراد وبين ما تريده الحكومة.
إن ما نجده في الساحة السياسية الكويتية من صراعات وطروحات ومسالك سياسية، لا ينم إلا عن السذاجة والبداهة وانعدام الحس السياسي، والعقلية السياسية التي تستطيع أن تتفاعل مع الأحداث وتحركها وفقا لمصلحة الوطن العليا، ولهذا نجد أن الأصل في العمل السياسي الكويتي هو الطائفة أو القبيلة أو العشيرة أو الأسرة، وإن تغلفت هذه المبادىء والأهداف التي في ظاهرها جميلة،
البلدية الإدارة سيئة السمعة ذات المليون مشكلة، كل من دخل بها تشربك بشبكتها العنكبوتية للفساد، ونذر لربه إذا خلصه منها سالما·· وهذا هو الوزير محمد ضيف الله شرار يجرح بدأب وإصرار وقسوة بسبب تصرفات منسوبة إليه في تلك الهيئة التي اقترن اسمها بالفساد والإفساد.
في تصديه للرد على الابتزاز الفئوي الذي تسيد جلسة استجواب الوزير شرار وفي محاولة لتطويق الطرح الفئوي قال رئيس مجلس الأمة "كلنا بدو"· هذه عبارة قد لا تعني شيئا كثيرا عند الكثيرين، فالسيد رئيس المجلس حاول تلطيف النقاش والتأكيد على غياب الفئوية والطائفية عن روح الاستجواب وقاعة المجلس.
ما المشكلات الأساسية التي يواجهها هذا الشخص والتي تعيق أداءه لدوره؟ نعني هنا الشخص الذي يفترض أن يلعب دورا في حماية المال العام من خلال تقديم رأيه في البيانات المالية استنادا الى أدلة موضوعية فيما يطلق عليه مسمى "مراقب الحسابات" والتي تنص على وجوب تعيينه الكثير من قوانين إنشاء المؤسسات والشركات الحكومية أو تلك التي تساهم فيها الحكومة، ناهيك عن القطاع الخاص مما لا يدخل في نطاق حديثنا هذا.
آفاق ورؤيـــة
· لبنان وبعد مقتل الحريري كان يتوق للحرية في اختيار زعمائه إلا أن التدخلات الخارجية ما زالت تطارده في اختيار رئيس الحكومة حيث صرح السيد وليد جنبلاط من باريس أن اختيار السيد نجيب ميقاتي تم باتفاق فرنسي - سعودي وقبول سوري..
تأخذ الدعوة الى الإصلاح السياسي زخما كبيرا في الآونة الأخيرة مع اهتمام العالم، وبالذات الولايات المتحدة في المنطقة العربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر· وتسليط الأضواء على أوضاع البلاد العربية: تحليلا ونقدا، أصبح تعبيرا عن هذا الاهتمام· ولعل تقرير "التنمية الإنسانية العربية" الذي نشر مؤخرا يأتي ضمن هذا السياق· لا يمكننا بالطبع القيام بمناقشة تفصيلية لما جاء فيه بهذه العجالة، إذ حسبنا التركيز على بعض نقاطه التي نرى أن لها أهمية أو هي بحاجة الى توضيح.
مع الديمقراطية ومع آلياتها والدستور الكويتي منح عضو مجلس الأمة حق الاستجواب والجميع يتفق على هذا الحق الأصيل، لكن من المؤسف حقا أن يتم التلاعب والتآمر والتعسف باستخدام الحق الممنوح دستوريا، فمن المشاهد المؤذية للإنسان الذي لا يزال يمتلك بعض صفاته أن يرى تحول قبة البرلمان الى ما يشبه الحلبة في العصور القديمة ويتم إدخال شخص محكوم الى الحلبة لمواجهة أسد جائع ينقض عليه ويمزقه إربا ويتلذذ بأكل لحمه دون تدخل من أحد لحماية هذه النفس البشرية!
وصلتني رسالة غريبة عجيبة من مسؤول تربوي بعد مقالتي السابقة التي تطرقت فيها الى المناهج التعليمية وما تحمله من إيحاء موغل بالتخلف والداعي للجهاد بكل صراحة، ومبعث الاستغراب أن ذلك المسؤول أرسل رسالة يقول فيها إنه تمنى علي أن نتقابل قبل نشر المقالة ليشرح لي بعض الأمور، وأعتقد أنه يقصد لو أني كنت التقيته قبل نشر ذلك المقال وتناقشنا حوله لكنت غيرت رأيي،
قضيتنا المركــزية
هل لا يزال البعض منا يصدق الإدارة الأمريكية ورئيسها جورج بوش عندما يتعلق الأمر بمستقبل الصراع العربي - الإسرائيلي؟
المتابع لأغلب الصحف العربية الصادرة بعد اجتماع بوش - شارون يجد أن أغلب العناوين الرئيسية كانت تنبئ بأن الرئيس بوش متضامن مع الحقوق العربية ويقف في جادة الحياد، بل ووصل الأمر لأن يبدي بعض العرب سعادتهم العلنية لهذا الموقف.
لا يمكن المر مرور الكرام على ذكرى بداية الحرب الأهلية في لبنان في الثالث عشر من أبريل (نيسان) عام 1975· لقد مر ثلاثون عاما على بداية تلك الحرب التي اشتعلت بعد حادثة الحافلة في عين الرمانة في بيروت واستمرت لأكثر من خمسة عشر عاما دون هوادة·· وربما استغرب المؤرخون السياسيون للأمد الطويل الذي استمرته تلك الحرب الأهلية المشؤومة في لبنان لكن من يتعرف على أوضاع لبنان ويتبين له حجم التدخل الإقليمي والعربي والأجنبي لن يجد هناك أية غرابة..
بلا حــــدود
في محاضرة في إحدى المدارس الكويتية·· تحدث وزير الطاقة ووزير الصحة بالوكالة عن مفهوم المواطنة الصالحة!! حيث أكد السيد أحمد الفهد أن حب الوطن هو أساس المواطنة الصالحة·· فمتى عشق الإنسان وطنه أصبح قادرا على استيعاب كلمة المواطنة·· مشيرا الى أن حب الوطن وحده لا يعني المواطنة الصالحة بل يجب إسناده بتقديم الجهود وبذل التضحيات.
ألفـــاظ و معـــان
حدث مهم لم يعره الإعلام المصري أي اهتمام ولا تناولته أقلام كتاب ألفوا الكتابة في الصحف، ففي الأسبوع الماضي زار رئيس وزراء الصين الهند زيارة رسمية امتدت لأربعة أيام واختتمت ببيان مشترك وقعه مع رئيس وزراء الهند يفتح الباب لتعاون متزايد بين الدولتين· وترجع أهمية الحدث أولا إلى أنه يحل التعاون محل خصومة بلغت حد الحرب في الستينات على نحو أزعج دولا كثيرة في مقدمتها مصر إذ أرسل عبدالناصر أقرب معاونيه علي صبري الى الهند للتوسط،