وصلتني رسالة غريبة عجيبة من مسؤول تربوي بعد مقالتي السابقة التي تطرقت فيها الى المناهج التعليمية وما تحمله من إيحاء موغل بالتخلف والداعي للجهاد بكل صراحة، ومبعث الاستغراب أن ذلك المسؤول أرسل رسالة يقول فيها إنه تمنى علي أن نتقابل قبل نشر المقالة ليشرح لي بعض الأمور، وأعتقد أنه يقصد لو أني كنت التقيته قبل نشر ذلك المقال وتناقشنا حوله لكنت غيرت رأيي، هذا ما فهمته من رسالته وليعذرني على فهمي المتواضع، ووجه دعوة مفتوحة لي لنتحاور خلف أبواب مغلقة وهذا ما لا أريده، ولا أعتقد أني سوف أغير رأيي لأني لم آتِ بشيء من عندياتي يا سيدي الفاضل، وإنما استندت إلى المناهج المعتمدة التي ما زالت تدرس الى الآن ويمكن لأي أحد الرجوع لها خصوصا أني ذكرت اسم المنهج والصفحات التي وردت بها بعض الدروس غير العقلانية، وعلى كل حال أقول لذلك المسؤول بأني لست بحاجة لأن يشرح لي أحد معنى درس الجهاد الذي أتاني به ابني ليسألني عن معناه واحترت حقيقة عندما حاولت أن أشرح له معنى الجهاد الذي فرض عليه ليكتب عنه عشرة أسطر، وبما أني والده وعلي أن أعطيه المعلومة الصحيحة التي لا تتعارض مع ما يلقنه له المدرس فقد وجدت مخرجا لهذه الحالة بأني قرأت الدرس وقلت له اكتب كما طلب منك وتساءل عندما تكتب عن معنى الجهاد المراد الكتابة عنه وبالفعل سطر عشرة أسطر وأعطاه للمدرس والى يومنا هذا لم يرد عليه المدرس لا بالإيجاب ولا بالسلب مما يؤكد ما ذهبنا إليه بأن مناهجنا تلقينية وأخرجت ابني من تلك الورطة التي تحاول مناهجنا المعتمدة من وزارة التربية أن تلقن أبناءنا بها، فيا عزيزي رسالتك وصلت وتزكية صديقنا محمد الغربللي لكم وثناؤه عليكم لم يغير من رأيي لأني أتحدث عن مناهج تعسة يكتبها حزبيون يريدون إقامة دولة الخلافة على أنقاض دولة الكويت، وليس شخصكم الكريم الذي نكن له كل تقدير واحترام، وعلى كل حال رسالة أعتز بها وسأحتفظ بها للزمن الأغبر المقبل لكي تكون شاهدة على ما ذهبنا إليه وأخيرا أرجو من كل قلبي أن تتحقق وزارة التربية من خلفيات هؤلاء الأئمة الذين كتبوا منهج اللغة العربية وغيره من المناهج لكي تتضح الصورة بشكل لا لبس فيه، فمناهجنا تحتاج الى نسف يا سيدي الفاضل مع مؤلفيها إذا أردنا أن نتواكب مع معطيات العالم المتحضر وغير ذلك هباء في هباء وتلقين للقتل وتضخيم للذات على غير سنع، فهل نرى رسالة أخرى تخبرنا بأن التغير في المناهج أو نسفها هو الطريق الصحيح للدخول الى عالم الحضارة المفقودة·
