كانت مفاجأة على غير توقع للصحافي الجزائري الذي ذهب يبحث عن أسباب تفاقم الإرهاب في بلاده بفرضيات مسبقة حيث أردف يقول وهو يعرض تجربته على مستمعي هيئة الإذاعة البريطانية "فوجئت بأن الفقر ليس هو السبب المباشر لتصاعد وتيرة الإرهاب في بلدي كما كنت أظن وإنما السبب الرئيسي هو إحساس الناس بالظلم"·
وقبل أيام صرح أحد قياديي وزارة الشؤون بأن "الإرهاب ليس وليد لحظة أو جاء بالمصادفة بل هو الابن الشرعي للفساد والواسطة والمحسوبية المتفشية بشتى أنواعها" ويتنامى الإحساس بالظلم عندما ينتشر الفساد في الأجهزة الحكومية فلا يعود المواطن قادرا على الوصول لحقوقه دون دفع رشوة أو إراقة ماء وجهه بتوسيط ذوي الشأن، وعندما تسود القيم التقليدية القائمة على النسب والقرابة وحتى الصلات الاجتماعية على حساب تكافؤ الفرص·
وفي الاتجاه نفسه يؤكد الدكتور علي الزعبي أستاذ الاجتماع من خلال أبحاثه على وجود علاقة مباشرة بين محور الفساد في أنظمة الدولة وغياب المساءلة·
وبالتأكيد فإنه وفي السياق السليم نفسه لمعالجة موضوع الإرهاب فإن استعجال الحكومة كما صرح وزير العدل مؤخرا بضرورة التعجيل بتوقيع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وعلى مجلس الأمة أن يدفع في هذا الاتجاه، كذلك فإن عليه وبالحماس نفسه في معالجة مشكلة الإرهاب أن يوجه متابعته الى مآل تقرير الفساد الذي أعده جهاز خدمة المواطنين في نوفمبر الماضي إذ يبدو أن ثمة تراخيا في تنفيذ أو حتى توسيع مناقشة الاستراتيجيات التي طرحها بهذا الخصوص توطئة لنقلها الى حيز التنفيذ·
a2monem@hotmail.com |