عبر اجتماعات عدة التقت مجموعة من الشباب المخلص يجمعهم حب هذه الأرض لإيجاد قناة شعبية تمثل كل فئات المجتمع وتسعى الى نشر الوعي العام بين المواطنين بأهمية الحرص على المال العام والدفاع عنه، حدث ذلك في الأشهر الأولى من سنة 1997 ليتمخض عن تأسيس الجمعية الكويتية للدفاع عن المال العام· وفي نهايات الصيف الماضي قادت الجمعية ممثلة في رئيسها الجهد الشعبي الرامي الى إشهار جمعيات النفع العام التي استوفت الشروط الحكومية لتأسيسها الرسمي· وفي واقع الأمر لم يكن ذلك الإشهار ليعيق أيا منها عن ممارسة دوره، على الأقل في حدوده الدنيا·
إلا أن الأشهر القليلة الماضية سجلت غيابا ملحوظا لم تفهم مبرراته لمن يتابع نشاط هذه الجمعية، فلم تحدد موقفها من قضايا مهمة تمس المال العام ونالت زخما كبيرا في الساحة المحلية مثل معالجة الفوائض في ميزانية الدولة الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط، واستجوابي وزير الدولة ووزير العدل اللذين اشتملا في معظمهما على تجاوزات مالية وإدارية، وتقريرا للفساد الحكومي الذي أصدره جهاز خدمة المواطن وبدأ مجلس الوزراء في نقل توصياته الى حيز التنفيذ عبر لجانه المتخصصة، والديون والتعويضات العراقية، وإيقاف برنامج الأوفست والتوجه نحو إلغائه، والتطورات الكبيرة التي حدثت في قضايا الاستثمارات الخارجية·
ولم نسمع عن أي مسعى للجمعية لدى مجلس الأمة في أن يكون لها رأي في تحديد أولويات مشاريع القوانين التي ستطرح في دور الانعقاد الحالي مثل قانون مكافحة الفساد وقوانين الخصخصة والمناقصات العامة ومشاريع الـ B.O.T أو حتى الدفع نحو المصادقة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، استفادة من الزخم الكبير المجير لقانون مكافحة الإرهاب رغم أنه يخدم في الاتجاه نفسه·
ولم نسمع ما يفيد رصدها لأعمال لجنة حماية الأموال العامة أو لجنة التحقيق البرلمانية في مبيعات الوقود الى شركة هاليبرتون·
أو حتى التجاوب مع الدعوة البرلمانية التي قادها النائب ناصر الصانع الى إنشاء تحالف وطني إقليمي بين البرلمانيين والحكومات الراغبة في مكافحة الفساد وأجهزة القضاء ومنظمات المجتمع المدني، أو مباركة تأسيس الفرع العربي للمنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد، أو الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد·
والواقع فإن المتابعين لشؤون المال العام تجاه القضايا التي تعج بها الساحة وما سقناه هنا هو النزر اليسير مما أثير ولا يجوز هنا التعلل بأن الجمعية تحت التأسيس إذ إن الكثير من الجمعيات الأخرى التي تعاني الوضع نفسه تنشط وتمارس دورها دون أن يعيقها ذلك·
a2monem@hotmail.com |