مشروع شائك تناوله البيروقراطيون من مسؤولين ذوي مسميات كبيرة حاليين وسابقين وأبلغته المناوشات مع المقاول المعني الى تجاوز تكلفته الأساسية لمرة ونصف بما يتجاوز ملايين عدة مستقطعة من المال العام وانتهى به الأمر في أروقة المحاكم·
الوزير المسؤول انتابته الحيرة إزاء التخبط في المسارات البيروقراطية للمشروع فأحال اللجنة المعنية به الى النيابة العامة دون أن يتوقف كثيرا أمام الأسماء والمسميات التي يطالها الأمر مرتئيا أن ذلك أدعى للاطمئنان، وبطبيعة الحال فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته·
مسلك الوزير بالنظر الى ضخامة المبلغ وغموض الرواية التي عرضت "الطليعة" تفاصيلها على مدى أسبوعين لم يكن مستغربا، بل لعل تجاهله وسلوكه على نحو آخر كان يجب أن يكون هو المستهجن·
ولكن "رجال الرئيس" نعني موظفيه من المهندسين والفنيين في موقع آخر يتبعه تعرض زملاء لهم لظروف الإحالة نفسها كان لهم رأي مختلف، إذ صرح "مصدر مسؤول" يمثلهم على حد قول محرر "القبس" الذي نشر الخبر أنهم قد بدأوا يتململون من مثل هذه المساءلات، حيث قرروا رفع شعار "لا تعمل·· لا تخطئ" اتقاء لتعرضهم لما سبق أن تعرض له ولايزال زملاؤهم في قضايا مختلفة ومن ثم - وكما وصف محرر الصحيفة الوضع - يصبحون كغيرهم من الموظفين الذين يحضرون في الصباح، ويغادرون مع انتهاء الدوام، شاغلين وقتهم ما بين الفترتين بقراءة الصحف وتناول المأكولات وما الى ذلك من أنشطة أخرى من المؤكد أنهم لم يعينوا لأجلها·
الموقف يدعو للدهشة فالوزير ذاته، وهو قدوة موظفيه أو هكذا من المفترض أن يكون، كثيرا جدا ما يتعرض للنقد والهجوم المبرر أحيانا وغير المفهوم في كثير من الأحيان من قبل الصحافة والبرلمان، ورغم ذلك يمضي الرجل في طريقه بعلو همة وشغف حقيقي برسالته دون أن يثنيه ما يحاول إعاقته متفهما حينا ومتبرما أحيانا ولكنه في جميع الأحوال يستمر في بذل عصارة جهده في استكمال ما وسد المنصب من أجله·
نأمل من الإخوة الأفاضل أن يكون شعارهم "اعمل وأخطئ" وأيضا "لا تبوق لا تخاف"· أما المساءلة فهي رديفة المسؤولية ومن ليس على استعداد للمساءلة من المؤكد أنه ليس على قدر المسؤولية·
a2monem@hotmail.com |