في الأسبوع الماضي نشر خبر عبر الصحافة فحواه، أن باحثين أمريكيين يقولون: "إن جرعة يومية من الضحك، قد تكون مفيدة للقلب، لأن الضحك مثل التمارين البدنية، يجعل الأوعية الدموية تعمل بشكل أكثر كفاءة، وتوصلت دراسة منفصلة الى أن الاكتئاب يمكن أن يزيد خطر الوفاة بالأزمات القلبية" انتهى الخبر·
التعليق: في العالم الثالث المتقهقر والمتدهورة أحواله، في نظري المتواضع، أن الشعوب فيه تضحك وتضحك على مدى 24 ساعة من دون توقف أو ملل! بيد أن الضحك يكون بشكل آخر تماما، فبدلا من أن يفيد القلب·· يضره ويؤذيه، وبدلا من إطالة عمره·· ينتهي بزيادة خفقانه ثم موته·· إن لم يكن عاجلا، فهو بكل تأكيد سيكون آجلا، كونه من نوع شر البلية ما يضحك·
أسئلة كثيرة أود أن أطرحها: كيف لنا أن نضحك وما زالت الصهيونية العنصرية تجثم على صدور أشقائنا المرابطين في فلسطين المحتلة، وتحيك الحيل والأكاذيب من أجل التملص من أي عملية سلمية عادلة، ترجع الحقوق للأشقاء المغبون بهم؟ كيف لنا أن نفرح والمجتمع الدولي يصر على تصنيف المقاومة اللبنانية الباسلة بالحزب الإرهابي، وكذلك يسعى لتجريد حزب الله من السلاح من خلال تطبيق المادة التي تتعلق بالقرار 1559؟ كيف لنا أن نضحك وجيراننا وأشقاؤنا العراقيون يعانون الويلات والمحن، من جراء العمليات التفجيرية الجبانة على أيدي التكفيريين وفلول البعث المنهار؟ كيف لنا أن نضحك والجماعات المتسربلة برداء الدين تخدع الأمة وتغرر بالناشئة؟ كيف لنا أن نضحك وما زالت الأنظمة الشمولية المركزية تسيطر؟ كيف لنا أن نضحك وما زال القائد الصنمي المعصوم يحكم الأقطار والأمصار الإسلامية والعربية؟ كيف لنا أن نضحك ووحي الثلاث 99,9 الرئاسية مستمر وسار في بعض الدول بطريقة أو بأخرى، تعتاش من قوت الغلابة والمغلوبين على أمرهم والمجردين من أبسط حقوقهم الإنسانية؟
إن الحياة لا قيمة لها ولا أي طعم من دون تحقيق الحقوق المسلوبة، والبشر لا كرامة لهم عندما يشاهدون بأم أعينهم الطغاة والمستبدين، يسرقون خيراتهم ولقمة عيشهم·· بعد كل تلك التساؤلات من عسانا أن نلوم، المجتمع الدولي أم الطغاة أم الشعوب؟ أين الحقيقة يا ترى؟ يقول أستاذ علم الاجتماع علي الوردي: اكتشاف العقل للحقيقة ليس أمرا غريبا، إنما الغريب هو عجزه عن اكتشافها، ويضيف أن البشر جبلوا على طبيعة معينة لا يستطيعون التحول عنها أو الخلاص منها، ويردف أن الحياة لا تعطي شيئا من غير ثمن وتضحية· الإغريق كانوا يقدرون الإنسان الذي يستخدم عقله، ولكن للأسف نلاحظ أن العوام يميلون الى التسليم والتصديق بكل ما جاء به آباؤهم وأجدادهم من عادات وعقائد وهرطقات، فلا خلاص ولا مناص للأمة، إلا من خلال تجديد الأفكار والإيمان بالحريات واحترام حقوق الآخرين والدفاع عنها سواء كانوا من الأقلية أم الأغلبية، عندها ربما يكون هناك بصيص للأمل وللضحك، وإلا ينطبق علينا قول الشاعر أبي العلاء المعري: ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة·
وحق لسكان البسيطة أن يبكوا
***
رئيس مجلس الأمة
رئيس مجلس الأمة السيد جاسم الخرافي، في مجلس 1999 لم يصوت لحقوق المرأة، وفي يوم الاثنين الماضي، طالب المرأة بمغادرة مجلس الأمة فقط بسبب تصفيقها وابتهاجها، ومن دون سابق إنذار أو تحذير، فغادرت النساء المجلس والدموع تسيل على وجناتهن، إذا كان هذا موقف رئيس مجلس الأمة العصري من المرأة وحقوقها، فما بالك بمواقف الكهفيين وكذلك النائب الغريب والظاهرة "بتاع الضاحية"!!
تنويه وتصحيح معلومة
السيدة مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، هي ابنة راعي البقال وليست ابنة راعي البقر، كما ذكر في المقال الأربعاء المنصرم، لذا نعتذر عن هذا الخطأ المطبعي·
freedom@taleea.com |