ما المشكلات الأساسية التي يواجهها هذا الشخص والتي تعيق أداءه لدوره؟ نعني هنا الشخص الذي يفترض أن يلعب دورا في حماية المال العام من خلال تقديم رأيه في البيانات المالية استنادا الى أدلة موضوعية فيما يطلق عليه مسمى "مراقب الحسابات" والتي تنص على وجوب تعيينه الكثير من قوانين إنشاء المؤسسات والشركات الحكومية أو تلك التي تساهم فيها الحكومة، ناهيك عن القطاع الخاص مما لا يدخل في نطاق حديثنا هذا·
طرحت صحيفة "الرأي العام" هذا التساؤل على أحد أرباب المهنة وهو في الوقت ذاته نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المحاسبين والمراجعين الكويتية وعضو مجلس إدارة هيئة المحاسبة والمراجعة لدول مجلس التعاون الخليجي·
كان اللقاء مثيرا، طرح الرجل فيه الكثير مما يجب تسليط الضوء عليه، إذ عرض للكثير من العوامل المؤثرة على حياد واستقلالية مراقب الحسابات مثل تأثير الجهة التي تتولى تعيينه وتحديد أتعابه وعزله، وأيضا تأثير علاقاته الشخصية وارتباطاته الاجتماعية، كذلك تناول بعض الثغرات القانونية الواجب معالجتها فيما يتعلق بوضع وعمل المراقب· وفي النهاية تمنى على ممارسي المهنة والمهتمين بها والأكاديميين المتخصصين المساهمة في مناقشة هذه المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها·
والواقع أن المنصب الذي يشغله الرجل ضمن واحدة من أهم مؤسسات المجتمع المدني ممن يجب أن يكون لهم دور حيوي في حماية المال العام، نقصد جمعية المحاسبين والمراجعين الكويتية، هذا الموقع يدعونا للتساؤل عمن يجب أن يتولى المبادرة في مناقشة مشكلات المهنة، إذ من المتوقع من مجلس إدارة الجمعية أن يدعو للاجتماعات ويدير النقاشات ويجري الاتصالات وصولا لاستعراض تفاصيل القضايا وطرح المعالجات وإيصالها الى من يهمه الأمر·
بل دعنا نكن أكثر تفاؤلا ونقول إن الرجل بحكم منصبه كعضو مجلس إدارة هيئة المحاسبة والمراجعة لدول مجلس التعاون الخليجي من الممكن أن يستفيد من موقعه هذا في تحريك منحى تبادل تجارب وخبرات الدول الخليجية لما لها من خصوصية تلتقي فيها معنا أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة العربية مما يجعل لأية معالجات تكون قد توصلت إليها أكثر قابلية للتنفيذ لدينا وفي الحد الأدنى سوف توسع دائرة النقاش مما يتيح عرض بدائل أكثر· إنها دعوة لإطلاق المبادرة نأمل أن تجد القبول لدى زملائنا في جمعية المحاسبين والمراجعين الكويتية·
a2monem@hotmail.com |