رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 محرم 1426هـ - 16 فبراير 2005
العدد 1665

تحديات التنمية!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

قد يحدد الاقتصاديون وعلماء الاجتماع عناصر كثيرة للتنمية في البلدان النامية لكن يجب أن نؤكد على أن العنصر الإنساني وكيفية التعامل معه وتطوير قدراته يظل أهم العناصر على الإطلاق·· ولا بد من التأكيد على أن تطور إمكانات الإنسان وتحسن منظومته التعليمية والثقافية ثم المهنية يؤدي الى إنتاجية أفضل ومساهمة أساسية في عملية التنمية·· هناك ضرورة لكي يجد الإنسان، ومنذ ولادته، البيئة المناسبة لتحسين فرص تربيته وتعليمه في بيئة مناسبة·· ولا شك أن ذلك يفترض مسؤوليات جسيمة على الأسرة، مادامت الأسرة تتحمل المسؤولية المباشرة عن تربية الأبناء قبل أي مؤسسة أخرى في المجتمع·· وقد تطورت العلاقات داخل الأسر في مختلف المجتمعات الإنسانية لدرجة كبيرة خلال القرن العشرين وتحولت الكيانات الأسرية الى أشكال جديدة بفعل التحولات الاقتصادية والتمدن urbanization في مختلف هذه البلدان، وإن كانت درجات التطور ما زالت متفاوتة بين هذه المجتمعات·· وهنا يمكن للمرء أن يزعم بأن بلدان أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية والأمريكيتين قد قطعت شوطا طويلا في عمليات التحضر بل مكنها من الوصول الى درجة معقولة من التشابه في التكوين الأسري·· كذلك فإن مجتمعات عدد من الدول الآسيوية قد لحقت الى حد كبير بمستويات المجتمعات في أوروبا وأمريكا·

إن من أهم ما نتج عن هذه التطورات في المجتمعات المتقدمة هو السيطرة على الإنجاب وتحديد عدد الأبناء للأسرة الواحدة حيث لا يزيد متوسط عدد الأبناء لأي أسرة أوروبية أو أمريكية أو آسيوية في الوقت الراهن عن طفلين·· وقد حقق هذا التحول الى مقدرة لدى الكثير من هذه الأسر لتعليم الأبناء أحسن تعليم ودفعهم للوصول الى قدرات مهنية متميزة وتفوق في الأداء في مختلف القطاعات وأيضا تعزيز التكيف في أي بيئة اقتصادية يعملون فيها·· ربما اضطرت بلدان مثل الصين لتبني سياسات قسرية للحد من التناسل عندما قررت السلطات منذ سبعينات القرن العشرين الإصرار على كل الأزواج بعدم إنجاب أكثر من طفل واحد، كما أن الهند حاولت أن تتبنى سياسات مشابهة إلا أنها لم تستطع الاستمرار فيها نتيجة للاختلاف في طبيعة النظام السياسي·· بيد أن عمليات التحول الاقتصادي ونتائجها الاجتماعية كادت تحقق النتائج ذاتها التي تحققت للصين بالأساليب القسرية·

إن العامل الديمغرافي لا بد من السيطرة عليه إذا ما أريد تحقيق نتائج جيدة على مستوى معدلات النمو وتحسين مستويات المعيشة، ويمكن القول بأن معضلة التنمية في الدول النامية تكمن في عدم السيطرة على معدل النمو السكاني المرتفع في هذه البلدان، ربما استطاعت بلدان مثل مصر وإيران وتونس الحد من معدلات الإنجاب نتيجة للسياسات الحكومية ذات الصلة أو بسبب تأخر سن الزواج أو وعي أرباب الأسر لأهمية تكوين أسر صغيرة يمكن أن تواجه أعباء الحياة، بيد أن منظومة القيم المتخلفة في الأحياء الفقيرة في المدن الكبرى أو في القرى لم تسعف هذه البلدان من تحقيق نتائج باهرة حتى الآن·

لكن انخفاض معدلات النمو السكاني في هذه البلدان النامية الى اثنين في المئة بات أمرا ممكنا، بالرغم من أن بلدانا نامية أخرى، مثل السعودية والكويت ظلت تعاني من معدلات تصل الى 3,5 في المئة وهو معدل لم يعد مقبولا في هذا الزمن وتكاليفه الباهظة·

هكذا إذا تمثل العناية الديمغرافية أهمية في عملية التنمية ولا يمكن عزلها عن عناصر التطور المادي مثل التحول التقني والمستجدات المؤسسية وأنظمة التجارة وغيرها من عوامل أخرى·· وتظل البلدان العربية الأكثر صعوبة في السيطرة على النمو السكاني لعوالم كثيرة منها القيم والمفاهيم الاجتماعية التي تسود في هذه البلدان، وإذا أرادت البلدان العربية أن تنطلق في عملية التنمية فإن عليها أن تنجز برامج مكينة لتنظيم الأسرة ومعالجة المشكلات المتأتية من تخلف المنظومة الثقافية وتعطل التحول الحضاري في هذه المنطقة من العالم، ولا شك أن انخراط عدد من الشباب في أعمال الإرهاب يمكن تفسيره، الى حد ما، بفقدان سيطرة الأسر على أبنائها وعدم توافر التعليم المناسب للكثير منهم، وانعدام فرص التوظيف أمام الكثير منهم·· كل هذه العوامل هي في الواقع ذات صلة بالحياة الاجتماعية وتأزيمها، ولا بد أن تكون هناك عوامل أخرى في البلدان العربية تتطلب مواجهة من أجل إنجاز عملية التنمية·

tameemi@taleea.com

�����
   

بعد وأد البنات.. نحر البنات
الجاهليون يولدون من جديد..!!:
بدر عبدالمـلـك*
في جذور التفكير الإرهابي
صيد.. وقنص!:
أحمد حسين
إحياء عاشوراء:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الحرية: الضامن والهدف:
سعاد المعجل
السلطة الرابعة والكهفيون:
محمد بو شهري
قراءة في الانتخابات العراقية:
يوسف مبارك المباركي
قاهريون بلا ماء:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
تحديات التنمية!:
عامر ذياب التميمي
"المواطنة" والمادة الثانية للدستور:
مسعود راشد العميري
من البحرين إلى المنفى(6):
د. محمد حسين اليوسفي
شهادة جندي(1-2):
عبدالله عيسى الموسوي
الأكراد ورئاسة الجمهورية الأولى.. مرحى مام جلال:
محمد حسن الموسويü
إذا حبتك عيني..:
على محمود خاجه
الهيئة الوطنية لاجتثاث التكفيريين وفكرهم:
فيصل عبدالله عبدالنبي
أين جمعية الدفاع عن المال العام؟:
عبدالحميد علي
قراءة أولية في الانتخابات العراقية:
رضي السماك