مجالس العزاء لسيد المظلومين والأحرار الإمام الحسين عليه السلام لا تنقطع طوال العام ولكنها تبلغ الذروة في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام حيث يقوم المؤمنون بإحياء هذه الذكرى ليستلهموا دروسا حياتية ومنهاجا بطوليا من سيرة أبي الشهداء، ورغم التهديدات التي كانت توجه لهذه المجالس على مدار التاريخ ومحاولات منعها إلا أنها تزداد كل عام·
وفي هذه السنة زادت التهديدات سواء من الإرهابيين في العراق ومحاولاتهم المستميتة لعرقلة وإيقاف إحياء ذكرى أبي الأحرار أو في الكويت من خلال الحذر من استيراد هذا النوع من الإرهاب إلا أن المجالس ستقام مهما كانت الظروف وذلك بالاستعانة بالله وجهود المخلصين من المواطنين والمسؤولين للمحافظة على أمن هذه المجالس الدينية·
مجالس العزاء في ذكرى الإمام الحسين عليه السلام تذكرنا بالمصائب والمظالم التي يرتكبها الظالمون في كل العصور وتنقل إلينا عن طريق القصائد والأشعار التي ينظمها الشعراء في مدح ورثاء أئمة أهل البيت عليهم السلام خصوصا أن المسلمين في هذا العصر يواجهون قوى الاستكبار العالمي وعملاؤهم الذين يحاولون تخويف الناس بقوتهم وجبروتهم متناسين أن الإمام الحسين عليه السلام واجه بقلة من أهله وأصحابه جيشا كبيرا من الطغاة استطاع أن يهزمه بالشهادة وهي قيمة معنوية لا يعرف قيمتها إلا المؤمنون بهذا الطريق والسائرون على درب الحسين الشهيد·· إحياء ذكرى الإمام الحسين ليست عملا تاريخيا فحسب بل هي تفاعل مع الأحداث المعاصرة ومحاولة فهمها من خلال أهداف الحسين وأطروحته الإسلامية الأصيلة، فدماء سيد الشهداء هي التي جعلت دماء الشعوب الإسلامية تغلي·
ومحرم هو الشهر الذي شهد نهضة العدالة في مقابل الجور، والحق في مواجهة الباطل، وأثبت أن الحق منتصر على الباطل طوال التاريخ·
ولعل حادثة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهله وأصحابه تلخصها السيدة زينب عليها السلام أخت الإمام الحسين وهي ترد على يزيد في مجلسه حين قالت: "ما رأيت إلا جميلا"·
إن استشهاد الإنسان الكامل يعتبر في نظر أولياء الله شيئا جميلا، لأن الحرب والنهضة كانتا في سبيل الله تبارك وتعالى· |