قبل فترة ليست ببعيدة وبالتحديد في فترة تولي الأستاذ محمد أبو الحسن حقيبة وزارة الإعلام، كانت عناوين الصحف اليومية متخمة بالانتقادات والتحذيرات والإنذارات شديدة اللهجة الموجهة من قبل بعض نواب مجلس الأمة نحو الوزير، فعلى كل شاردة وواردة تقع تحت مظلة وزارة الإعلام نجد أن النواب لا يكررون سوى جملة واحدة وإن اختلفت صيغتها وهي التهديد بالاستجواب، وإليكم بعض المواضيع التي كانت مثارا لتصريحات هؤلاء النواب·

حفلة نجوم برنامج ستار أكاديمي في الكويت والتي قامت الدنيا بسببها على الرغم من أنها حفلة غنائية كبقية الحفلات التي يزخر بها مهرجان هلا فبراير، إلا أن سبب اعتراضهم لم يكن للحفلة بل للمشاركين في هذه الحفلة، حيث إن المشاركين في الحفلة ما هم سوى أشخاص يسعون لهدم عقول الشباب على حد تعبيرهم، وبسبب هذه الزوبعة على هذا الحفل بالتحديد أقرت الحكومة الضوابط على الحفلات والتي تستحق إدراجها في موسوعة غينيس لغرابتها، جاء بعد ذلك نقدهم "أي النواب الأفاضل" بعد الترخيص لإحدى المسرحيات المحلية والتي اتهم الوزير فيها بأنه قد وافق من خلال الوزارة على ترخيص هذه المسرحية على الرغم من أنها تستهزىء بشعب عربي مسلم على حد تعبيرهم خصوصا أن الاسم المذكور بعنوان المسرحية "الفلوجة"، ولم يكن ذلك آخر مطاف نزاعهم مع الوزير، بل كانت الزوبعة التي أثارتها إحدى الصحف المحلية اليومية حول حفل غنائي أقيم في عيد الفطر وتخلله تمايل ورقص الجمهور والمطربين في هذا الحفل، وبعدها بفترة وجيزة استقال أبو الحسن وهدأت العاصفة، وقد يظن البعض أن هدوء العاصفة يرجع إلى أن ما كان يراه هؤلاء النواب تعديا على قيم المجتمع انتهى برحيل أبو الحسن·

إلا أن ما يثير الاستغراب فعلا هو أن الحال استمرت كما هي عليه بل قد يكون أسوأ إذا ما نظرنا إليه حسب آراء النواب في عهد وزير الإعلام الحالي بالوكالة، فها هو مهرجان هلا فبراير يستمر بحفلاته الغنائيةالتي يحيي أحداثها أحد نجوم برنامج ستار أكاديمي! هذا البرنامج الذي كان بالأمس القريب وكل من يشارك به مفسدا للقيم والأخلاق، إلا أن الأفواه لم تنبس ببنت شفة، إضافة إلى ما ذكرته الصحف المحلية وبخط عريض عن تراقص إحدى الفنانات في حفلات المهرجان وأمام ما يقارب الألف شخص من الجمهور الذي حضر الحفل ونقل بشكل مباشر عبر إحدى القنوات الموسيقية ولم نقرأ أو نسمع أي رد فعل من النواب، هذا بالإضافة إلى قدوم إحدى أشهر الراقصات لعرض مسرحية في عيد الأضحى وقد تخلل فقرات المسرح وصلات من الرقص ولم يكن هناك أي ردة فعل من قبل النواب المحترمين·

بعد هذا السرد لبعض الأحداث قد يستغرب القارىء الكريم من سبب هذا الصمت لدى هؤلاء النواب، وقد يكون هناك عدد من المبررات لذلك، فإما أن هؤلاء النواب قد تغيرت مفاهيمهم وقيمهم بعد استقالة الوزير وهذا شيء مستبعد أو أن يكون الصمت هذا ما هو إلا نتيجة لاستيعاب النواب بأن الشارع الكويتي لم يعد يطيق مثل هذه التصرفات التي كانت سببا في شحن بعض الشباب تجاه الحكومة والشعب وقيامهم بأعمال منافية للعقل والمنطق والدين وقرروا ألا يتعرضوا لمثل هذه المواضيع كي لا يثيروا سخط ناخبيهم ويفقدوا مقاعدهم النيابية، والاحتمال الأخير هو اتباع هؤلاء النواب للمثل القائل "إذا حبتك عيني·· ما ضامك الدهر" مع الوزير الحالي فسر واذهب أينما تشاء وصمتنا يرافقك.