رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 محرم 1426هـ - 16 فبراير 2005
العدد 1665

الأكراد ورئاسة الجمهورية الأولى.. مرحى مام جلال
محمد حسن الموسويü
almossawy@hotmail.com

يحتدم الوطيس هذه الأيام بين أبناء الرافدين حول من يرشحون لمنصب (رئيس) الجمهورية الأولى بعد التحرر والانعتاق من حكم أبناء القرى والمستوطنين، وتكثر في هذا الموسم الانتخابي الذي لم يعهده العراقيون من قبل التكهنات، ويزدهر سوق المنجمين وترتفع أسهم بورصة المنجمات·

فمن إشاعة تلوكها الألسنة تقول إن الرئيس المقبل عربي سني الى همسة تتداولها الشفاه على حياء بأن الرئيس المنتظر كردي وبين هذا وذاك تبقى الساحة مفتوحة على كل الاحتمالات على أن الأمر الذي يتوحد عليه الجميع أن منصب "الرئيس" فخري تشريفي وذو دلالة رمزية، وبالرغم من هذه الحقيقة إلا أن حدة الصراع بين المتنافسين على المنصب في أوجها وهم كل من الشيخ الياور مرشح قائمة "عراقيون" والمدعوم من "الحزب الإسلامي العراقي" ومن السعودية، والشيخ فواز الجربة شيخ مشايخ شمر وعضو قائمة الشمعة، والعجوز المخضرم عدنان الباجة جي زعيم "حزب الديمقراطيين المستقلين" والمدعوم من الإمارات العربية وهؤلاء يمثلون العرب السنة وكردي هو السيد جلال الطالباني مرشح القائمة الكردستانية والمدعوم من القوى الشيعية ومن قائمة الائتلاف العراقي الموحد الفائزة بالانتخابات·

حظوظ السيد الطالباني في الوسط السياسي العراقي تبدو الأكثر، كاتب السطور ومعه نخبة من الليبراليين يرون في شخص "مام" جلال الأهلية الكاملة لتولي هذه المهمة ويرغبون برؤيته في هذا المنصب لأسباب عدة منها: أولا وجود رئيس كردي لدولة عربية يعد سابقة حسنة في المنطقة وتحمل في طياتها دلالات كثيرة منها أن الديمقراطية في العراق تسير بالاتجاه الصحيح كما يعبر ذلك صراحة عن الوجه الليبرالي للعراق الجديد، ومثال الرئيس الكردي في العراق سيكون كمثال الرئيس المسلم في الهند وهو مؤشر على سلامة النظام السياسي وشفافيته·

ثانيا إن تولي كردي كالسيد جلال الطالباني منصب الرئاسة يمثل بادرة حسن نية من جميع الأطراف العراقية لبعضها البعض، فهو رسالة تضامن من الكرد مع بقية العراقيين كما أنه يشكل دليلا واقعيا على رغبة الأكراد في العيش جنبا الى جنب مع الآخرين في عراق فيدرالي، ومن هنا يجب دعم هذا التوجه الكردي ودعم مرشحهم، والعكس صحيح فالقبول برئاسة كردي هو رد للتحية بأحسن منها ورسالة تضامن مع الشعب الكردي الذي يطمح بالعيش في عراق موحد وبفعالية لا تقل عن الآخرين·

ثالثا ترشيح السيد الطالباني لمنصب الرئيس يعني فيما يعني كسر العرف الظالم والتقليد السياسي المجحف الذي سارت عليه الدولة العراقية منذ بداياتها، ذلك التقليد الذي هيمنت من خلاله الأقلية على المناصب الحساسة للدولة وكأنها قدر العراق، الأمر الذي يرفض أغلب العراقيين تكراره·

رابعا يعتبر البعض وصول الكرد الى المناصب المهمة في الجمهورية العراقية الجديدة رسالة واضحة مفادها أن العراق الجديد سيكون دولة المواطنة، دولة الإنسان، بغض النظر عن عرقه أو مذهبه أو دينه، وسيكون نظامه السياسي تداوليا تعدديا يتسع لجميع أبنائه دون تمييز، فاليوم رئيس كردي وغدا تركماني وبعده كلدواشور وهكذا دواليك·

خامسا الطالباني شخصية أكاديمية من أصول يسارية براغماتية تمتلك الحنكة السياسية والخبرة الإدارية والثقافة الغزيرة والتاريخ النضالي، كما أنه غير مرتبط بدول الجوار أو مدعوم منها وهي مواصفات يفتقر إليها منافسوه·

سادسا الطالباني شخصية تميل الى الانفتاح على الآخرين ويحمل روحا تجديدية متحررة وهذا السبب وراء تأسيسه لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وهذه الروحية تلائم العراق الليبرالي الجديد، بينما يفتقر الآخرون الى مثل هذه الروح فهم إما عشائري محكوم بنزعته القبلية أو تقليدي يعيش أسير الماضي أو من جيل سياسي عفا عليه الدهر·

سابعا الطالباني عاش حياة المعارضة وتنقل بين صفوفها وعاش أتراحها وأفراحها، انكساراتها وانتصاراتها وعليه فهو يفهم جيدا ما تعنيه المعارضة فمن غير المتوقع أن يميل الى أسلوب القمع أو اضطهاد المعارضين عند تسلمه الرئاسة بخلاف من ولد ونشأ وعاش أجواء السلطة أو خرج من رحم النظام الذي حكم العراق أكثر من ثمانية عقود، إذ لا يفهم لغة التحاور مع الآخرين ويعيش حالة التعالي والفوقية وهذا ما لمسناه عند بعض المرشحين في الأيام الماضية من حكمهم·

أخيرا الطالباني شخصية متوازنة ومعتدلة لم يعرف عنها التطرف حتى لقضيتها العادلة أعني القضية الكردية، والعراق اليوم بأمس الحاجة للمعتدلين، لهذا كله أقولها وبملء فمي: مرحى لرئيس كردي، مرحى مام جلال·

ü كاتب عراقي

almossawy@hotmail.com

�����
   

بعد وأد البنات.. نحر البنات
الجاهليون يولدون من جديد..!!:
بدر عبدالمـلـك*
في جذور التفكير الإرهابي
صيد.. وقنص!:
أحمد حسين
إحياء عاشوراء:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الحرية: الضامن والهدف:
سعاد المعجل
السلطة الرابعة والكهفيون:
محمد بو شهري
قراءة في الانتخابات العراقية:
يوسف مبارك المباركي
قاهريون بلا ماء:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
تحديات التنمية!:
عامر ذياب التميمي
"المواطنة" والمادة الثانية للدستور:
مسعود راشد العميري
من البحرين إلى المنفى(6):
د. محمد حسين اليوسفي
شهادة جندي(1-2):
عبدالله عيسى الموسوي
الأكراد ورئاسة الجمهورية الأولى.. مرحى مام جلال:
محمد حسن الموسويü
إذا حبتك عيني..:
على محمود خاجه
الهيئة الوطنية لاجتثاث التكفيريين وفكرهم:
فيصل عبدالله عبدالنبي
أين جمعية الدفاع عن المال العام؟:
عبدالحميد علي
قراءة أولية في الانتخابات العراقية:
رضي السماك