رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 محرم 1426هـ - 16 فبراير 2005
العدد 1665

بلا حــــدود
الحرية: الضامن والهدف
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

قال وهو يُخرج يده من جيب قفازه ويرمي آثار المحلول الأزرق التي اصطبغ بها إصبعه والذي كان العراقيون يغطسون أصابعهم فيه قبل الإدلاء بأصواتهم·· قال وبصوت متهدج: "لن تحول المسافات الشاسعة ولا معاناة الاغتراب بيني وبين إحساسي بمسؤوليتي تجاه وطني!"·

هو عراقي مغترب اختار العاصمة النمساوية "فيينا" لتكون ملجأه وملاذه بعد أن قذف به العنف والرعب الصدامي إلى خارج رحم وطنه الأم!!

لم تثنه برودة الطقس القاسي ولا المسافة التي كان عليه أن يقطعها من فيينا حيث يعيش إلى ميونخ حيث مراكز الاقتراع عن عزمه، يصحبه في ذلك مئات من العراقيين المغتربين في رحلتين إلى ميونخ·· الأولى للتسجيل، والثانية للانتخاب، يراودهم حلم واحد بأن يكون في طليعة المساهمين لوضع اللبنة الأولى في طريق حرية العراق!!

لم يكن التسابق على الإدلاء بالأصوات والذي شهدته مراكز الاقتراع في شتى أنحاء العالم·· مهيأ ببرامج سياسية أو اقتصادية·· ولم يكن هم العراقيين أن يفاضلوا بين أجندات المرشحين وأطرحاتهم·· بقدر ما كان الهدف الأول وضع العراق على أولى عتبات الاستقرار من خلال حكومة تخرج من الاتفاق والترشيح العراقي المستقل!!

خمسون عاما مضت منذ غادر القطار العراقي محطة الانتخابات الحرة والممارسة السياسية المستقلة عن ضغوط الحزب الواحد·· وهي فترة طويلة أنجبت أجيالا تجهل طعم الحرية، ولعل ذلك هو التحدي الأول والأكبر أمام العراقيين، فالحرية لمن لم يتذوقها تعتبر ترفا ورفاهية باستطاعة الحياة أن تمضي من دونها أما الذين عهدوا الحرية ومارسوها فهم قطعا لن يستطيعوا المضي في الحياة من دونها وهو ما يفسر إقبال المغتربين العراقيين على الإدلاء بأصواتهم وهم الذين مارسوها جهرا في مجتمعات آوتهم وأطعمتهم منها·

لكن الجدل فيما قبل الإطاحة بصدام حسين يدور حول أحقية المغتربين في الحصول على أدوار سياسية في العراق حين يعم الاستقرار فهؤلاء وبحسب رؤية عراقيي الداخل لم يذوقوا من حرمان طاغية العراق شيئا ولا من بطشه وعنفه، وهم إلى حد ما استسلموا بلجوئهم إلى خارج العراق!! وتلك رؤية خيمت على المسرح السياسي العراقي في الأيام التي تلت إسقاط النظام وإن كانت قد تراجعت حدتها الآن·· خاصة بعد أن اتضحت درجة النضج التي يتمتع بها السياسيون العراقيون الذين مارسوا الحرية بلا خوف ولا تهديد في الدول التي احتضنتهم إبان فترة اغترابهم الطويلة!!

في تجربة العراق الانتخابية لن يكون اتجاه الفائزين السياسي أو انتماؤهم الطائفي في قمة الأولويات·· وهو أمر أدركه العراقيون وهم يختارون بين أكثر من مئة كيان سياسي وأكثر من سبعة آلاف مرشح!! فالتجربة بحد ذاتها إنجاز يتعين على العراقيين استثماره ليثمر نهجا ديمقراطيا دائما!! ولعل أقصر الطرق لاستثمار هذه التجربة يأتي من خلال تفعيل الحريات بجميع أشكالها·· فالحرية هي الضامن وهي الهدف للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان أو كما قال صديقنا العراقي القاطن في العاصمة النمساوية فيينا: "لم يُشعرني سقوط صدام حسين بالحرية كما أشعرتني الممارسة الانتخابية التي ملأتني إحساسا بالحرية!!"·

suad.m@taleea.com

�����
   

بعد وأد البنات.. نحر البنات
الجاهليون يولدون من جديد..!!:
بدر عبدالمـلـك*
في جذور التفكير الإرهابي
صيد.. وقنص!:
أحمد حسين
إحياء عاشوراء:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الحرية: الضامن والهدف:
سعاد المعجل
السلطة الرابعة والكهفيون:
محمد بو شهري
قراءة في الانتخابات العراقية:
يوسف مبارك المباركي
قاهريون بلا ماء:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
تحديات التنمية!:
عامر ذياب التميمي
"المواطنة" والمادة الثانية للدستور:
مسعود راشد العميري
من البحرين إلى المنفى(6):
د. محمد حسين اليوسفي
شهادة جندي(1-2):
عبدالله عيسى الموسوي
الأكراد ورئاسة الجمهورية الأولى.. مرحى مام جلال:
محمد حسن الموسويü
إذا حبتك عيني..:
على محمود خاجه
الهيئة الوطنية لاجتثاث التكفيريين وفكرهم:
فيصل عبدالله عبدالنبي
أين جمعية الدفاع عن المال العام؟:
عبدالحميد علي
قراءة أولية في الانتخابات العراقية:
رضي السماك