مشهد العراقيين وهم يدلون بأصواتهم يثلج الصدر عندما حرموا هذا الحق منذ ما يقارب 50 عاما ومن خلال متابعتي للانتخابات أرى بأن المحاولات اليائسة وعمليات القتل لا تريد للشعب العراقي بأن يستقر وأن ينعم بهذه الديمقراطية الحقيقة وأن يختار كل عراقي من يمثله من (111) قائمة، حيث اعتبر العراق قائمة واحدة تشمل كل أطياف الشعب العراقي بذلك سقط كل ما تناقلته بعض الفضائيات من تهويل ورفض الشعب العراقي للعملية الانتخابية لذلك نتمنى أن ينجح المجلس المنتخب بمهامه الموكلة إليه من وضع دستور للبلاد يكون نبراسا للحرية والديمقراطية بعد الظلام الدامس الذي عانى منه العراقيون ونتمنى على الحكومة العراقية الجديدة بأن تسخر جميع الإمكانات التي يملكها هذا الشعب من موارد بشرية وطبيعة وبترول كي تساهم بالارتقاء بالحالة المعيشية للمواطن العراقي بعدما أهلكته الحروب· والمتفجرات ما هي إلا وسيلة يائسة يتأمل بقايا النظام البعثي الزائل أن تعيده الى الحكم بعدما حكموا العراق 35 عاما بالنار والحديد·
وبما أن الذين يعتبرون العراق تحت سلطة الاحتلال الأمريكي إلا أن نتائج الاقتراع تتراوح ما بين %60 الى %70 تقريبا ولم تكن النتيجة على غرار النسب بالدول العربية التي دائما تكون 999,9 والتي تدعو الى القائد العظيم وقائد الضرورة· إن نجاح الديمقراطية واستقرار العراق هو استقرار بالتأكيد للمنطقة أجمع، بعدها ستطل نسائم الحرية والديمقراطية على المنطقة·
إن نظام الدائرة الواحدة أو القائمة الواحدة الذي تم اختياره كفيل بإلغاء جميع الفوارق والعصبيات بالمجتمع ويؤصل الانتماء للوطن لا لشيء آخر ونتمنى على أعضاء مجلس الأمة الكويتي الاستفادة من هذا الاختبار الناجح وأن يعجلوا بتعديل الدوائر الانتخابية الخاصة بنا لا أن يؤخروها علما بأننا سبقنا الجميع منذ ما يقارب 40 سنة على وجود ديمقراطية حقيقية يضمنها دستور مكتوب صادر عام 1962 ولكن العمل الدؤوب لدى أعداء الديمقراطية الذين قاموا بتفتيت الدوائر من 10 الى 25 دائرة ما كان هذا ليخدم الوطن والنظام الديمقراطي وإنما يهدف الى مزيد من النعرات الطائفية والقبلية وهذا ما اعترفت به الحكومة من خلال بيانها الشهير المتعلق بتعديل الدوائر الانتخابية·
بعد هذا الاختبار الأول والناجح للانتخابات في العراق نجدد تهانينا الى الشعب العراقي الشقيق ونتمنى له الأمن والاستقرار· |