لا شك أن الدوائر الانتخابية تلعب دورا كبيرا في نتائج الانتخابات النيابية التي تسفر عنها أي عملية انتخابية حرة·
ولقد جربنا في الكويت نتائج انتخابات الدوائر العشر، والدوائر الخمس والعشرين، مارسناها وعايشناها بما فيه الكفاية·
ثم بعد هذه التجربة والممارسة الطويلة أخذنا بأسوأها، التي كانت نتائجها دائما تسفر عن ولادة نواب مشوهين وذلك منذ عام 1981 أي منذ أن تحولت الدوائر من 10 الى 25 هل تعرفون لماذا؟ لأن أغلب النواب جاؤوا من خيام كبيرة ولكنها فارغة من الفكر السياسي، فوصلوا الى مقاعد مجلس الأمة ممتطين ظهور البقر وليس خيولا كما فعل أسلافهم نواب مجلس ما قبل 1981·
وبطبيعة الحال كلما زاد عدد الدوائر الانتخابية تردت النتائج من حيث النوعية فأصبح أبو أربعمئة صوت يفوز وأبو أربعمئة وخمسين يفوز وأصبح المال يلعب دورا والقبيلة تلعب دورا والخدمات الخاصة تلعب دورا وهكذا·
ولو عادت الدوائر الى عشر لاختفت الكثير من هذه الأساليب الانتخابية السلبية والرخيصة والمزعجة، وكانت فرصة وصول الأكفأ كبيرة وبالتالي نحصل على نوعية من النواب على مستوى كبير من الوعي والكفاءة·
وإذا كان الفرق واضحا كالشمس بين تقسيم الكويت الى عشر أو خمس وعشرين دائرة، وطالما ثبت لنا ذلك بالتجربة العملية فلماذا لا نأخذ بالأفضل؟ وهكذا بالتأكيد سيعود على الحكومة بتحقيق المزيد من التفاهم والتعاون مع نواب من نوعية رفيعة المستوى كنواب ما قبل عام 1981·
فماذا تنتظرون؟ احسموها واتكلوا على الله فلن يخيب الله مساعيكم ولا تضيعوا الفرصة، فطالما أن الحكومة هي التي عدلت الدوائر الانتخابية من 10 الى 25 دائرة منتهزة غياب مجلس الأمة، فلماذا لا ترجع الى الوضع الذي كانت عليه الدوائر الانتخابية قبل عام 1981!! فهل الحكومة لا تزال ترغب في نواب موالين لها أم تريد نوابا ينسجمون ويتعاونون معها؟!
yahya@taleea.com |