"لو كان صدام حسين رجلا لانتحر كما انتحر هتلر ولكنه ليس كذلك"، هذه الكلمة التي جسدت شخصية صدام الجبان والمحب للحياة وإن كانت بذلّ قالها الإمام الراحل آية الله الخميني رحمه الله·

ولقد تجسدت كلمات الإمام في الواقع والذي جسدها هو صدام نفسه·· فلقد استسلم بذل ومهانة ولم يقاوم أعداءه ولم يطلق رصاصة واحدة وهو الذي أنفق المليارات لشراء السلاح·

صدام الذي بنى القصور الفارهة لا يملك آخر عمره إلا حفرة حقيرة يختبئ بها كالفأر الأجرب في ذل ما بعده ذل·

بطل العروبة وحامي البوابة الشرقية لم يستطع أن يحمي نفسه أو يدافع عنها بل إنه استسلم للأمريكان بطريقة أهان بها نفسه وهو رئيس القوات المسلحة العراقية، وأهان بها جيشه وأهان بها أولئك الذين دافعوا عنه طوال حياتهم وبعضهم مازال·

هزيمة صدام وطريقة إهانته التي قام بها الأمريكان رسالة موجهة الى كل أولئك الذين تركوا الإيمان بالله، والتمسك به ليرهنوا عزهم وكرامتهم بيدي أعداء دينهم والى الذين حاربوا الأحرار من الناس واعتقلوهم ونفوهم وقتلوهم وعذبوهم وقدموا أهل المعاصي والآثام ليسودوا الناس ويترأسوهم·

صدام هو حالة عربية تعيش بيننا وليس شخصا واحدا بعينه·· صدام نجده في أكثر من دولة عربية، منعت الناس من التعبير عن ذواتهم وآرائهم، ومنعوا الناس من تمثيل أنفسهم في مجالس وبرلمانات يطرحون فيها ما يريدون ويناقشون حكامهم ويحاسبونهم·· وسقوط صدام جاء بهذه الطريقة المهينة وبأيدي الأمريكان الذين ساندوه في حربه ضد الجمهورية الإيرانية الإسلامية لمدة ثماني سنوات وأمدوه بالمال والعتاد·

ومن غرائب الدهر أن إهانة صدام تتم بيد وزير الدفاع رامسفيلد وهو نفسه الذي زاره في الثمانينات ليشجعه ويسانده في حربه ضد إيران·

هذا الذي زين له الحرب هو نفسه الذي يعلن الإمساك به والقبض عليه وإنهاء عهده·

صدام كان عميلا لهم وها هو اليوم ينتهي دوره بذل وهوان··

أهين صدام وسيهان أكثر وأكثر وذلك بسبب دماء الشهداء الذين قتلهم، ودفن الكثير منهم في المقابر الجماعية·

انتهى عهد صدام وأعوانه ليبدأ عهد أحرار العراق وليكون للحوزة العلمية في النجف الأشرف الذي حاول صدام ومن أعانه على إنهائها، فإذا بها اليوم هي التي تقرر مستقبل العراق من خلال الطرح الديمقراطي الذي ينادي به الجميع ولتكون صناديق الانتخاب هي الحكم لتحديد إرادة الشعب العراقي·

ما نتمناه أن يكون العهد الجديد لما بعد حكم صدام حسين الذي انتهى الى مزبلة التاريخ هو ومن أعانه وسانده، أن يكون هذا العهد عهد استقرار وازدهار للعراق ولأهل المنطقة كلها·