ربما يتذكر بعضنا هذه المقولة المصرية المشهورة عند استرجاع مشهد كوميدي معين من أحد أشهر مسرحيات الفنان المبدع عادل إمام عندما يصف الضرب الذي تلقاه كبطل مسرحية “شاهد ماشافش حاجة”، في دوره في تلك المسرحية الكوميدية الساخرة، يصف بطل المسرحية موقفا محرجا تعرض له في أثناء ارتياده إحدى وسائل النقل العمومية وهو بالأساس لم يرتكب عملا يتطلب الضرب الشديد الذي تلقاه·
ما أرجع هذا المشهد الكوميدي المبدع إلى ذاكرتنا هو موقف العالم العربي هذه الأيام من حيث تلقيه الصفعات المتتالية من قبل الآخرين دون وضوح الأسباب التي تستدعي هذا الضرب المتتالي والشديد، فلقد تجرأ الآخرون على ضربنا، دون إعطائنا الفرصة الكافية إما للدفاع عن أنفسنا أو حتى الرد على الاتهامات المتساقطة من كل صوب وحدب على رؤوسنا، ضربنا هذا الذي نتلقاه الآن لم يبدأه الآخرون لكي نلومهم على فعلهم هذا بل بدأه أشخاص تربوا بيننا وأوهمونا بأن هذا الضرب الضروري جدا للمحافظة على “كرامة” الأمة وصيانتها من “غدر الغادرين” وعملاء العدو “وما تبعهم من الطابور الخامس”·! فحقيقة، قد ضربنا بالأخماس قبل أن يضربنا “الخاسئون” ومسحت كرامة بعضنا من قبل بعضنا قبل أن يتجرأ علينا الآخرون لقد أهمل الكثيرون منّا حفظ كرامتنا الإنسانية فيما بيننا فلم نُلم الآخرين، الآن وقد أهدر كرامتنا أشخاص تبجحوا في السابق بأنهم حماة “مصيرنا” وحماة “بوابتنا الشرقية·· إلخ”، وهنا بعض النقاط التي أعتقد أنها توقف الضرب الذي نتلقاه الآن كعرب وهي:
1 - حفظ كرامة الإنسان وجعلها المبدأ الأساسي لسلوكنا العام·
2 - نشر المبادىء الديمقراطية في مجتمعاتنا وتقوية أسس الحوار الديمقراطي في حياتنا الخاصة والعامة·
3 - إعطاء المرأة حقوقها السياسية كاملة·
4 - تجديد المناهج الدراسية وتشجيع قبول الرأي الآخر·
5 - التوقف عن استخدام الرطن القومي والمفردات “القومجية” في خطابنا الإعلامي الذي لم تعد تفهمه الأجيال الجديدة والبدء في تكوين ونشر مفردات سياسية واجتماعية تشجع على المحافظة على حقوق الإنسان مهما كان دينه أو عرقه أو ميوله الفكرية·
6 - إعادة قراءة تاريخنا العربي ونخله وتصفيته وإعادة تصفيف مجلداته لكي تظهر حقيقة تكوين الأفكار المؤسسة للنزعة العدوانية لدى بعضنا·
7 - شرح عدم صدق المقولة المستخدمة كعنوان لهذا المقال!
( The saying used as a title for this article is an "untruth" !)
kaaljen@taleea.com
|