في أثناء انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي الأخير ألمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن رغبة بلاده في الانضمام لمنظمة المؤتمر الإسلامي ولكن يبدو أن الدول الإسلامية لم تعر هذا التلميح الأهمية التي يستحقها فعلى ما يبدو أن غمامة ما يجري في الشيشان لم تنقشع بعد ومازالت العلاقات الروسية الإسلامية متعكرة بعض الشيء بسبب ذلك، ولكن بعد فوز الرئيس بوتين بولاية ثانية نرجو ألا تفوِّت الدول الإسلامية الفرصة مرة ثانية وتنتهز تشابه الظروف السياسية التي تمر بها حاليا مع ما تمر به روسيا لتشييد علاقة استراتيجية جديدة فما تحتاجه الدول الإسلامية حاليا من ناحية علاقتها مع روسيا هو الآتي: إعادة تأهيل علاقتها مع روسيا، مناقشة ما يجري في الشيشان مناقشة عقلية بعيدة عن التزمت، واستغلال تشابه الضغوط السياسية التي تعاني منها الكتلتين (روسيا والعالم الإسلامي) لخلق قوة ضغط سياسية تواجه الهموم المشتركة لكلتا الكتلتين·
1 - يجب إعادة تأهيل العلاقات الروسية الإسلامية انطلاقا من مبدأ أن روسيا ليست الاتحاد السوفييتي "الملحد" السابق وتأهيل هذه العلاقات يبدأ عن طريق الاستثمار في الاقتصاد الروسي، وإعادة التأهيل هذه سوف تفتح السوق الروسي على مصراعيه للاستثمارات الإسلامية وتعود بالنفع على الجميع·
2 - يجب حقيقة مراجعة "مقولة" أن ما يجري في الشيشان هو حرب روسية على الإسلام، لأنه إن كان الأمر كذلك فبما يُفسر استمرار وجود الملايين من الروس المسلمين الذين يعتلي الكثير منهم أرفع المناصب السياسية في الحكومة الروسية (بالطبع، يجب الاستمرار في ملاحقة منتهكي حقوق الإنسان في الشيشان قانونيا، وهو أمر تفهم روسيا أهميته كشرط لتحسين العلاقة مع الدول الإسلامية)·
3 - خلق تكتل سياسي روسي إسلامي حيث تتعرض روسيا لضغوط سياسية متكررة وشديدة من قبل الغرب تمثلت أخيرا في تعالي أصوات الكثير من الدول الأوروبية واصفة بصفاقة واضحة الانتخابات الروسية الأخيرة "بغير الصحية" متناسية في الوقت نفسه أن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو قد بدؤوا حملة شعواء على روسيا لشل قواتها السياسية والاقتصادية (ترقبوا ماذا سيحدث في جورجيا قريبا من مواجهة شبه محتملة مع روسيا!) العالم الإسلامي شرق الأوسطي بشكل خاص بدأ يتعرض للضغوط السياسية نفسها من ناحية تعالي الأصوات للتغيير الديمقراطي القسري·
لقد عُرف الشعب الروسي الأبي على مر تاريخه بطول صبره الدوفيستيكي، ولكنه أيضا عرف بعدم احتماله لإهانة كرامته الإنسانية وعدم صبره على التدخل في شؤونه الداخلية·
kaaljen@taleea.com |