ساهم تجار الكويت وأصحاب الأموال الوطنيين، سواء في الماضي أو في الحاضر، في بناء وتشييد الكثير من المؤسسات التعليمية والاجتماعية والتي ساهمت بشكل كبير في نهضة الكويت الحضارية، ولكن ما نفتقده حاليا حقيقة هو وجود "مدينة علمية شاملة" تراعى فيها العقول الكويتية الشابة ويتوافر لهم فيها الكثير من الفرص للاستمرار في تطوير قدراتهم العلمية وإثراء الإنجاز العلمي الكويتي أكثر وأكثر·
فما نلاحظه حاليا هو قلة الاهتمام في موضوع مهم كبناء مدينة أو مدن علمية كويتية توفر الفرص التعليمية لأبناء وبنات هذا الوطن، فلقد بدأت جهات علمية عربية متعددة في طلب مساعدة الكويت للتبرع في بناء مدن علمية عربية ولا نستطيع حقيقة فهم كيف ستوفر هذه المدن العلمية العربية، المزمع إنشاؤها، الفرص للشباب والشابات الكويتيين؟ فليس باستطاعة الكثير من الأسر الكويتية السماح في إرسال أبنائهم وبناتهم الى دول عربية أخرى وهم لا يزالون صغار السن ويحتاجون الى وجود أسرهم بجانبهم، ولا نستطيع كذلك فهم ما هو عملي في فكرة إنشاء مدينة علمية عربية لعدم وجودها في الكويت ولتعثر أو صعوبة استفادة العلماء الكويتيين من ذلك ما نود أن يبدأه التجار ورجال الأعمال الكويتيون هو تكوين صناديق مالية وطنية تساهم فيها القوى الوطنية المتعددة في بناء مدينة علمية في موقع مناسب يسهل الوصول إليه من جميع مناطق الكويت، ونحن متأكدون كذلك أن لدى الحكومة القدرة على المساهمة في هذا المشروع الوطني عن طريق منح المهتمين في هذا الموضوع المهم أحد أراضي الدولة سواء في جزيرة بوبيان، أو المطلاع، أو الأراضي القريبة من جون الكويت أو أي موقع آخر، هذا المشروع لا يمكن أن يقلل من دور المؤسسات العلمية الأخرى كمعهد الأبحاث أو غيره من الأكاديميات العلمية الوطنية بل يجب أن يكون مكملا لما أنجزته ولا تزال تنجزه هذه المؤسسات·
ربما يعترض البعض على اقتراحنا هذا "بحجة وجود مؤسسات كالنادي العلمي وغيره من الصروح العلمية الأخرى"، ولكن ما يجب التشديد عليه هنا هو التالي: بناء مدينة علمية كويتية شاملة هو ذاته إنجاز علمي حضاري يتمنى الكثير منا رؤيته على أرض الواقع·
كلنا أمل في أن يبدأ رجال الأعمال الكويتيون بالمساهمة في تكوين صندوق وطني كويتي تساهم فيه الأموال الكوتية لبناء إنجازات علمية كويتية خالصة·
kaaljen@taleea.com |