لا يمكن أن يكون دخول أبناء الأسرة في الرياضة هو السبب في تراجعها، ولا قانون التفرغ الرياضي الذي لم يطبق بشكل صحيح، ولا من اتخذوا الرياضة قناة للوصول الى أهدافهم ولا قلة الدعم للرياضة ولا تردي المنشآت الرياضية هو السبب الرئيسي في ما وصلت إليه اليوم الرياضة الكويتية، قد يكون وجود أبناء الأسرة غير الرياضيين وغيرهم من المواطنين الذين أيضا لا يعلمون عن الرياضة شيئا، وقلة الموارد المادية وتردي المنشآت الرياضية وغياب قانون رياضي واضح من الأسباب المساعدة وليست الأسباب الرئيسية لتدهور الوضع الرياضي·
إذا لا بد من التفتيش عن سبب أو أسباب حقيقية ورئيسية عدة أدت لكل الانتكاسات الرياضية في كرة القدم ومن قبلها كرة السلة وكرة الطائرة، وهذه هي الألعاب الجماعية التي تحظى بالشعبية والمتابعة والاهتمام ولا أخفي سرا إذا قلت إن كرة اليد ستلحق بركب زميلاتها قريبا جدا· أما السبب الرئيسي حسب اعتقادي هو عدم تطبيق القانون وعدم احترامه، وتفشي ظاهرة الوساطة والمحسوبية والتنفيع وتأخر دور السلطة التنفيذية لصالح أصحاب المصالح وغياب الرقابة وعدم تحمل المسؤولية وفقدان هيبة الدولة إضافة الى التأثير السلبي لدور مجلس الأمة الذي يتقاسم مع الحكومة كل ما يحيط بنا من إحباطات ومعاناة ليس على مستوى الوضع الرياضي فقط وإنما بمجمل الأوضاع >صحية، أمنية، سكنية< فلو كنا متعثرين في مجال الرياضة ومتقدمين في باقي المجالات لكانت المسألة سهلة ومن الممكن حلها·
ويمكن تلخيص أهم المعوقات التي تعيق تطور الرياضة الكويتية فيما يلي:
1 - غياب الهدف المطلوب من الرياضة، هل يكمن فقط في استيعاب الشباب وقضاء وقت فراغهم بالنشاط الرياضي المفيد، أم المنافسة ورفع اسم الوطن عاليا في المحافل الإقليمية والدولية؟
2 - طريقة انتخاب أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم الحالي، والتي يتوجب تعديلها لتمكين جميع أعضاء مجالس إدارات الأندية من التصويت كونهم الجمعية العمومية الحقيقية ولا يجوز اختزال أصواتهم بترشيح عضو واحد فقط لتمثيلهم، فمن السهولة التأثير عليه·
3 - نقل الأصوات الذي يتم دون اعتبار لمحل وسكن العضو ودفع الاشتراكات عن الأعضاء المنقولين·
4 - عدم وجود شروط موضوعية للراغبين في ترشيح أنفسهم لعضوية الأندية والاتحادات، وماذا إذا كانت هناك علاقة بين العضو والنادي أو الاتحاد الذي يرغب في الترشيح له كممارس للعبة أو حكم أو صاحب اختصاص رياضي؟!
أما إذا أردنا وضع حلول لكل هذه المشاكل فيجب أن يتم حل الاتحاد الكويتي لكرة القدم وتعيين أعضاء لمدة 4 سنوات متخصصين ومؤهلين وعلى قدر من الكفاءة والعلم لإدارة شؤون كرة القدم للفترة المقبلة لا يخضعون للضغوط الانتخابية، وأمامهم هدف واضح وهو النهوض بالكرة الكويتية ومن بعد هذه الفترة سنرى النتائج التي أعتقد أنها ستكون باهرة، ومع إيماني الكامل بالعملية الديمقراطية وضرورة تطويرها ودعمها إلا أنه في ما يخص الجمعيات التعاونية والأندية الرياضية أرى أن التعيين في كثير من الأحيان مفيد·
nayef@taleea.com |