يعتبر العمل الدبلوماسي أداة مهمة في العلاقات الدولية، حيث لا يمكن لدولة أن تواكب الحضارة والتقدم وتنشد وجود صلات إيجابية مع المجتمع الدولي من دون بناء علاقات دبلوماسية قوية واختيار أفضل أبنائها ليشغلوا هذه المناصب الحساسة·
ولكن الكيان الصهيوني منذ نشأته الى اليوم يختار ممثليه الدبلوماسيين حسب طبيعة هذا الكيان العنصرية والشاذة، حيث من أهم مواصفات الدبلوماسي الناجح مدى عدائه لغير اليهود وتراه يفتعل المشاكل دائما في سبيل الدفاع عن “السامية” والدفاع عن الإرهاب الصهيوني الذي يمارس يوميا في فلسطين المحتلة·
ولعل ما قام به الإرهابي “تسغب مازيل” سفير الكيان الصهيوني في السويد يمثل نوعا آخر من أنواع التطرف العلني·
لقد أقدم هذا المتطرف في 16/1/2004 عند زيارته لأحد المعارض في السويد على تدمير لوحة فنية لمياه لونها أحمر يبحر فيها زورق عليه صورة الاستشهادية “هنادي جرادات” وذلك بصورة أثارت دهشة الجميع مما حدا بمدير المعرض الى طرده خارج المعرض·
ولم يبد هذا الإرهابي ندما فقد قال في تصريحات صحافية بعد الحادث بأن احتجاجه لم يكن عملا اندفاعيا، بل خطط له بعدما سمع عن المعرض في الصحف السويدية، وأكد أنه غير نادم على فعلته·
صحيح ستخرج علينا بعد هذه الحادثة أقلام عربية شاذة تعتبر هذا التصرف بأنه فردي ولا يعكر أجواء عملية السلام ولكن الذي حصل هو قيام الإرهابي “شارون” بمباركة السفير على فعلته، حيث قال في اجتماع لمجلس الوزراء أنه قام بالاتصال بالسفير وشكره على موقفه وبرره بالقول: “إن مازيل تصرف كما ينبغي” وزعم أن ثمة تصاعدا في معاداة السامية في العالم·
بينما أعلنت وزارة الخارجية الصهيونية مساندتها للسفير واتصل به كبار المسؤولين في الوزارة ليعلنوا تأييدهم بينما دعا وزير الأمن الصهيوني الى منح السفير “وسام شرف” لما قام به، وكذلك، أعلن الإرهابي “يهودا باراك” في تصريحات صحافية بأن “السلوك غير الدبلوماسي ينقل أحيانا الرسالة الصحيحة”·
نترك الحكم للقارئ المنصف ليحكم على طبيعة هذه الغدة السرطانية “إسرائيل”·
abdullah.m@taleea.com
|