لربما يستمر الكثير منا في نقد التوجهات أو الميول السياسية والفكرية لبعضنا البعض، ويرمي بعضنا الكؤوس على بعضنا الآخر، ويغلي بعضنا غضبا على بعضنا أو نقدا لمواقف بعضنا أو مواقفهم تجاه أفراد نعتبرهم من "بعضنا"، ولكن ما يجب أن يتم الإصرار عليه دائما هو أن "هؤلاء البعض" و "أولئك البعض" هم أبناء وبنات هذا الوطن الذي يحتاج الآن، "أكثر من أي وقت آخر" إلى تعاضدنا جميعا، هذا الوطن يحتاج إلى تكاتفنا ويأمل في تغاضي بعضنا عن أخطاء بعضنا الآخر، فما تمر به المنطقة من ظروف صعبة هذه الأيام يستدعي ضم الصفوف وتقوية الوحدة الوطنية·
نحن هنا لا ندعو للتغاضي عمن يخرق القوانين أو يتجاوز ما هو ممنوع تجاوزه، ولكن مهما انتقدنا الآخرين يجب علينا تذكر أن ما نطلق عليه "الآخر" هنا هم في أغلب الأحيان مواطن أو مواطنة كويتية يتمتعون بالحقوق نفسها التي نتمتع بها نحن ويؤدون الواجبات نفسها التي نؤديها نحن، وأنه مهما حملنا على الأفراد أو الجماعات التي ننتقدها فيجب علينا وضع الكويت نصب أعيننا ومحاولة وضع المصلحة الوطنية العليا كرادع لنقدنا الذي يتجاوز بعض الأحيان ما هو مطلوب حقيقة التركيز عليه: نقد متبوع باقتراحات فعلية للإصلاح أو تعديل الأوضاع فعلى سبيل المثال، عند انتقاد الميول الفكرية أو السياسية للآخرين، يجب أن نتبع نقدنا باقتراحات حول كيف يمكن أن نحل هذه الإشكالات وهذا أفضل من اتباع عقلية التوصيات التي تود دائما أن "تلقن" بدلا من أن تصلح فهدفنا العام: تطوير الوضع السياسي والفكري الوطني من أجل المصلحة الوطنية العليا·
ما المصلحة الوطنية العليا؟
لحسن الحظ، المصلحة الوطنية العليا في الكويت ليست تلك الفكرة المتسعة أو الفضفاضة جدا والتي استخدمتها أنظمة ديكتاتورية أخرى لهضم حقوق مواطنيها لأن بعضهم قد "هدد" المصلحة العليا للبلاد! فمبدأ المصلحة الوطنية العليا هنا في الكويت تركز حول معطيات معينة واضحة المعالم تدور حول ما هي حقوق وواجبات المواطنين تجاه وطنهم الكويت وما هي واجبات وحقوق الحاكم·
ففي فترة يشوبها الغموض كالفترة المضطربة التي يمر بها إقليمنا حاليا، يجب علينا أن نراعي المصلحة الوطنية العليا عن طريق الوصول لاتفاق فيما بيننا حول المسلمة التي يتفق عليها الجميع: وضع مصلحة الكويت نصب أعيننا دائما!·
Where there's a will there's a way!
kaaljen@taleea.com |