رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 محرم 1425هـ - 17 مارس 2004
العدد 1619

"فرانكيشتاين" العراق الموقت
خالد عايد الجنفاوي
kaaljen@taleea.com

ما يثير الانتباه عند قراءة الدستور العراقي هو احتواء الكثير من مواده على مثالية شديدة وتناقض فج في مبادىء الممارسة السياسية· هذه المثالية والتناقض معا، في الدستور العراقي الموقت، كوّنا مسخا "فرانكيشتانيا" جديدا·

تبرز مثالية مواد هذا الدستور في المادة الثانية عشرة بشكل خاص: "القوميات المختلفة متآخية خدمة للوطن ضمن عراق فيدرالي موحد" ليس من الواضح هنا ما يعنيه الكاتب "أو الكتّاب" في استخدام صفة "التآخي" في هذا الصياغ الدستوري إذا كان هناك اعتراف بوجود "قوميات مختلفة" في العراق وامتلاكها لخاصيتها الثقافية، ما يضمن استمرار هذا "التآخي" بين هذه القوميات؟ أي أن استخدام صفة "التآخي" و "القوميات" معا في الصيغة نفسها القانونية ينم عن مثالية شديدة فالجمع بين هاتين الكلمتين يلغي حق هذه القوميات في الاستقلال عن الحكومة المركزية مستقبلا ويعطي الانطباع بأن "التآخي" المطلوب بينهما يمكن أن يكون قسريا في الشرط الثاني الذي يجب توافره في المرشح للجمعية الوطنية الانتقالية المزمع إنشاؤها لاحقا·

المادة الثالثة والعشرون، يشترط الكاتب "أو الكتّاب" عدم انتماء المرشح لحزب البعث "المنحل" أو "الأجهزة القمعية" ما هو مثالي هنا أن حزب البعث المنحل احتوى على الآلاف إن لم يكن الملايين من العراقيين والذين مازالوا موجودين على الساحة·

أما بعض ما يتميز بالتناقض في هذا الدستور الموقت هو الصلاحية الثالثة للسلطة المركزية "المادة الثالثة": حقها بإعلان "الحرب، وإبرام الصلح"، هذا الأمر يتناقض مع المادة الخامسة عشرة والتي تنص على أن "مهمة الجيش الأولى هي الحفاظ على سلامة أراضي البلاد، ولا يجوز له التدخل في السياسة"، تاريخيا، لم ينفصل نشاط الجيش العراقي عن المركز السياسي، لا بل إن الجيش العراقي كان المانح الوحيد للشرعية السياسية لمن يحكم!

إضافة إلى ذلك المادة الثالثة والعشرون (2) تتناقض مع المادة العاشرة والتي تنص حرفيا بأن "للناس الحق بحرية التعبير والتنظيم والاجتماع والتنقل والنشر"· أعضاء حزب البعث السابقون لا يمكن أن يرحلوا بليلة وضحاها، ولهم القدرة على التلون وتغيير مسمياتهم السياسية سريعا هم مازالوا موجودين في الساحة العراقية وسوف يستغلون المادة العاشرة أو ما يوازيها في الدستور الدائم للدخول في المعترك السياسي العراقي·

نقترح على من يريد قراءة هذا الدستور العراقي الموقت البدء بقراءة سريعة لرواية ماري شيلي "فرانكيشتاين" فكلا النصين احتويا على محاولات عميقة لجمع ما هو مثالي ومتناقض في جسد مركب والذي تحوّل لاحقا إلى مسخ قاتل·

kaaljen@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
الجندي الأمريكي الذي أعرفه
The American Soldier I Know
الخوارق الإسبانية والرصاصات الخفية!
مناجاة: صدام والطرْق المستمر
التطـرف: ثلاث صــفات مشـتـركة
وطنـي وبعضــنـا··
القمة العربية: أزمة حوار وثقافة
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(3 – 3)
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(2-3)
هنيئا روسياCongratulations Russia
(1-3)
"فرانكيشتاين" العراق الموقت
مدينة علمية كويتية شاملة:
ما المانع من وجود زويل كويتي؟
التوائم السيامية الفرانكفونية: المحاكاة والهوية الجزئية
إعفاء عضو مجلس الأمّة من منصبه عن طريق جمع تواقيع الناخبين
العلمانية: الأيديولوجية والخاصية الثقافية
?Secularism: Culture-bound Ideology
”اللي يحب النبي يضرب!”
أيهما يتسع للنقاش الديمقراطي الحر: قبة البرلمان أم قبة ديوان العضو؟
الليبرالي x المتعنت Dogmatic vs. Liberal
نداء إلى السيدة الفاضلة نبيلة العنجري:
تطوير المرافق الترفيهية والسياحية في الجهراء
هل المثقـف الكـويتي معزول عما يـدور حوله؟
Ivory tower Syndrome!
  Next Page

اتفاقية القضاء على أشكال التمييز هل أصبحت حبراً على ورق؟:
فيصل العلاطي
المندوب:
المحامي نايف بدر العتيبي
خيارات ما بعد الاستجواب:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
نظرية برزنسكي!!:
سعاد المعجل
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(2-3):
بدر عبدالمـلـك*
يوميات محمد في المحكمة(2)
القضاء يسجن من يؤمن بأقوال الرسول:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
آه·· لو كنتم تذكرون:
عبدالخالق ملا جمعة
الفساد:
يحيى الربيعان
إصلاحات الشرق الأوسط!:
عامر ذياب التميمي
معارضو الإصلاحات الأمريكية:
د. محمد حسين اليوسفي
العراق···العلماني؟(2):
نزار حيدر
"فرانكيشتاين" العراق الموقت:
خالد عايد الجنفاوي
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين(2/2):
د. جلال محمد آل رشيد
عرضت فيلم المقابر الجماعية
الفضائية العراقية فضائية الحرية والسلام:
حميد المالكي
وجهــــــــان لعملة واحدة:
عبدالله عيسى الموسوي
من وراء العمليات الإرهابية في "عاشوراء"؟!:
رضي السماك