أدعياء التدين وفطاحلة الرخيص والهابط من الفتاوى قرروا ومازالوا يقررون أن نكباتنا ومآسينا - وحتى مآسي الغير سواء في أمريكا أو أندونيسيا - سببها أننا بطرنا بما أنعم الله علينا وارتكبنا المعاصي، طبعاً المعاصي المقصودة هي السفور والغناء والفرح وكل ما يتورم منه أدعياء التدين هذه الأيام· كنا رددنا على هذه المزاعم بأن الله حبا الكويت الخير، كل الخير، من قديم· أعطانا الثروة والعزيمة والخيارات الحكيمة· وكان عندنا كل ما هو ممنوع اليوم وكنا نتمتع بكل ما يكرهه أو يحرمه أدعياء التدين في هذه الأيام· مع كل هذا فإن نعمة الله ظلت مستمرة، "والخير خيرين" إلى أن حلت النكبة الكبرى وأصبنا بداء "الصحوة" من يومها "واحنا ما ترقعنا"، وصرنا نسير من سيء إلى أسوأ، ومن نكبة إلى أزمة، تكالبت علينا المفاسد ونهبتنا الوساوس وخيمت علينا الهموم·
هذا ليس رداً على أدعياء العلم والمتقولين والمتطاولين على الإرادة الإلهية ولكنها محاولة لتفسير أحوالنا اليوم ولفهم والتعرف على أسباب هذا النكوص المستمر الذي ابتلينا به منذ زمن· طبعاً "الصحوة" - غير المباركة - هي السبب وهي علة كل شيء· لكن أعتقد أننا يجب أن نكون منصفين وألا نحمّل كل شيء للصحوة أو في الحقيقة الردة الدينية التي حلت علينا منذ نهاية السبعينات وأن ننظر في الأمر بحيادية وتمعن وتبحر أيضاً·
من يدري فربما يكون البطر هو سبب البلاء وأن الله فعلاً يعاقبنا على الجحود والكفر بنعمته· هذا احتمال وارد··· ولِمَ لا؟ فحسب ملاحظتي فإن الله أعطانا في السنوات السابقة حكومة براسين· لكن بدلاً من شكر الله على نعمته وحمده على النعمة أو البلاء، بدلاً من ذلك تذمر أغلبنا وتنمر البقية فكان أن حلت علينا نقمة الله وعوقبنا هذه الأيام بأن صارت حكومتنا في المدة الأخيرة "بلياراس"· |