| سيكون شهر رمضان المبارك اختبارا لأولئك التكفيريين الذين يقلتون الأبرياء في العراق فهل سيرجعون الى إنسانيتهم وإلى إسلامهم كما يدعون فيوقفون نزيف الدم في هذا الشهر البريء؟ أم أنهم سيواصلون "شيطنتهم" ويقتلون "الصائمين" دون أن يردعهم عن غيهم نخوة أو شهامة؟
الشعب العراقي أثبت بعد إسقاط نظام طاغيتهم صدام أنه على قدر كبير من المسؤولية والتضحية في الوقت نفسه، فالإرهابيون أرادوها طائفية حيث إنهم يختارون المواطنين الشيعة بالذات لقتلهم واغتيالهم في محاولة خسيسة منهم لزرع بذور الفتنة ولدفع الشيعة لقتل مواطنين سنّة وإشعال الحرب الأهلية في العراق·
إلا أن الشعب العراقي انتبه لذلك ولم يندفع مع هذا المخطط الإرهابي التكفيري بل تسامى أهله عن الانزلاق وراءه··
إلا أن المستغرب هو تصريحات بعض المسؤولين العرب غير المسؤولة والتي تصدى لها الشعب العراقي بقوة وحزم هي الأخرى·
فمن التصريح الذي قبر في مهده والذي أطلقه الملك عبدالله ملك الأردن من قيام الهلال الشيعي من خلال شيعة المنطقة الذين يمتدون من إيران والعراق والخليج وسورية ولبنان·،· الى تصريح الأمير سعود الفيصل من استسلام شيعة العراق لإيران وتدخل إيران في الشأن العراقي وقيام أمريكا بتسليم العراق لها والذي رد عليه المسؤولون العراقيون في الوقت نفسه مستنكرين هذا النوع من التصريحات العربية والتي تشجع الإرهابيين على أعمالهم حيث إنهم يفسرونها خطأ أنها رسالة من السنّة تدعوهم لرفض أن تستلم الأكثرية الشيعية المسؤولية في العراق مع أنها جاءت عن طريق صناديق الانتخاب·
ما نأمله أن يكف العرب عن التدخل المباشر في العراق وخاصة أنهم تدخلوا كما يقولون في الدفاع عن صدام وبعد تحرير الكويت لمنع التدخل الإيراني في العراق وهم بهذا الأسلوب أطالوا معاناة الشعب العراقي الذي بسبب وجود الدكتاتور صدام وإطالة حكمه سفك دماء كثيرة وقتل العراقيين في مقابر جماعية··
ما نأمله أن ينظر الى الشعب العراقي كشعب عربي أصيل بعيدا عن دينه ومذهبه وألا نعتبره شعبا قاصرا ويحتاج الى وصاية أحد لأنه يدرك جيدا كيف يتعامل مع دول الجوار ويعرف جيدا أين تقع مصالحه ولن تستطيع أية دولة فرض الوصاية عليه·· لذا فإن التخويف بالتدخل الإيراني أو بالهلال الشيعي لن يزيد الشعب العراقي إلا تمسكا بثوابته وأصالته وسيكون ردهم قويا على من يطلق هذا النوع الاستفزازي من التصريحات··
وبالتالي نأمل من المصرحين أن يستأذنوا الشعب العراقي ويحترموا رأيه قبل استفزازه.. |
