5099 صوتا أو ما يعادل 48% من عدد الأصوات حازت عليها القائمة الائتلافية المتحالفة مع قائمة الاتحاد الإسلامي في الانتخابات الأخيرة للاتحاد الوطني لطلبة الكويت، ولمن لا يعرف القائمة الائتلافية وقائمة الاتحاد الإسلامي، فالأولى تمثل تيار الإخوان المسلمين داخل الجامعة والأخرى تمثل التيار السلفي، وليست هذه بالمرة الأولى التي يفوز فيها هذان التياران المتحالفان بقيادة الاتحاد على الرغم من يقيني التام بأن هذين التوجهين لا يمثلان ولو 20% من توجهات وأفكار وطموحات وآراء الطلبة في الجامعة، إلا أن استحواذ تلك الجهات على عمليات تسجيل الطلبة المستجدين ومعرفة جميع بيانات الطلبة منذ دخولهم للجامعة له الشأن الكبير في حصولهم على هذه النسبة الكبيرة·
إلا أن السبب الرئيسي من وجهة نظري الشخصية في سيطرة هذا التيار المتكلم بالدين هو تقهقر من يسمون أنفسهم بالقوى الوطنية داخل الجامعة ويرجع هذا التقهقر الى ابتعاد من يسمون بالقوى الوطنية عن القضايا المصيرية وعن توعية الطلبة وأخذهم منحى جديدا وهو التنازع وتراشق الاتهامات وتأجيج الفرقة بين الطلبة داخل أروقة الجامعة مما أدى الى نفور الطلبة من تلك التوجهات والاتجاه الى اتجاهين لا ثالث لهما: الأول وهو مقاطعة الانتخابات الطلابية والآخر هو التوجه الى قوائم لا تمثلهم ولكن ينتخبونها ليقينهم بأن تصويتهم سيحقق لهم الكثير من الفوائد والخدمات الشخصية على الصعيد الأكاديمي· ومن أسباب سيطرة الدينيين أيضا هو الفقر النقابي المخزي لدى قيادات القوائم التي تسمى نفسها وطنية لدرجة بات فيها مفهوم القيادة لديهم مستندا على العلاقات الاجتماعية وغيرها من الشكليات متناسين أن القيادة الحقة تحتاج الى شخصية قوية فاعلة ومؤثرة قادرة على توجيه الجموع الطلابية بالمنطق وقوة الإقناع وليس من خلال عدد التحيات أو القبل أو الابتسامات الموزعة على الطلبة·
إضافة الى كل ذلك فقد أصبح من يسمون أنفسهم بالقوى الوطنية مجرد قوى تظهر بالمواسم كالأعياد الوطنية وتواريخ معينة كيوم الدستور ويوم المرأة وحقوق الإنسان ليثبتوا وطنيتهم من خلال تلك الأيام فقط، وحين تأتي فترة الانتخابات الطلابية يكتفون بشعار أو شعارين يرفعونهما ومهرجانات خطابية يتسابق فيها المتحدثون على كسب التصفيق من قواعدهم وتوجيه الاتهامات لمنافسيهم، معتقدين أنهم بهذه الطريقة قد كسبوا الشارع الطلابي وحشدوا تأييده!!
ولكن لننس الماضي ولنتكلم بلغة المستقبل لكي نقضي على قوى التخلف السائدة والتي أخذت تسرح وتمرح في عقول الطلبة لدرجة قيام إحدى القوائم المتسترة بالدين بفصل أسماء مرشحيها الذكور عن أسماء الإناث خوفا من أن يعمل الشيطان عمله بين الأسماء التي ما هي إلا مجرد حبر على ورق، وكأنهم لا يعلمون أن الشيطان لعب لعبته وأوصلهم الى هذا التخلف المخيف·· فليتحمل من سموا أنفسهم بالقوى الوطنية أخطاء الماضي وليعلنوها صراحة، وليتولى القيادة الوطنية داخل الجامعة أناس يسعون الى هذا الوطن ورفعته وليبتعدوا من اهتموا بتلميع أسمائهم وتمجيد أنفسهم حينها قد يتسنى للكويت أن تفخر بشبابها·
a_m_khajah@hotmail.com |