الحلقة التي جمعت رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ أحمد اليوسف ورئيس لجنة التدريب اللاعب السابق عبدالله معيوف، كشفت لنا كمتابعين لنشاط وعمل الاتحاد أمورا كثيرة كنا نعلمها ولكن لم نتأكد منها، لكن الزميل الصحافي والإعلامي الرياضي القدير مطلق نصار من خلال برنامجه على قناة الراي استطاع أن يضع المشاهد والشارع الرياضي في قلب الحدث ويوضح الحقائق ويتأكد بما لا يدع مجالا للشك، أن مستقبل الرياضة الكويتية وخصوصا كرة القدم يسير نحو المجهول والفشل والتخلف ومزيد من الانتكاسات·
حقيقة لم نتوقع أن يكون رئيس الاتحاد على هذا المستوى من روحية الاستفزاز ومعاملة الآخر كخصم وعدو دون معرفة لرأيه الحقيقي ومحاسبة نواياه والدخول في أموره الشخصية عندما لا يجد ردا على ما يطرحه·
عبدالله معيوف ليس خصما، هو مواطن كويتي قدم للوطن من خلال تجربته الرياضية كل شيء، فهو صمام الأمان لمنتخب الكويت إبان عزه وفخره، لم يقصر وكنا صغاراً نهتف باسمه، ما ذنبه عندما تأتون به بمحض إرادتكم كاتحاد كويتي لكرة القدم وتستنجدون به لانتشالكم من فشلكم وتمنحونه كافة الصلاحيات ويصدقكم المسكين ويعمل من منطلق خدمة الكويت وعندما تمر العاصفة وتأمنون على مواقعكم ومناصبكم يضايقكم حسه الوطني الرياضي وتدخله·
المشروع وفق صلاحياته الممنوحة من لدنكم واتحادكم الموقر لا يسكن تحت عباءة أحد ولا يمكن إسكات صوته الوطني المطالب بتطور رياضة بلده ولا يقبل المساومات، لم تأت به أندية وجمعيات عمومية صورية، نعم عبدالله معيوف كرياضي من طراز رفيع لا يمكن مقارنته بأي من أعضاء الاتحاد كخبرة وتجربة وحنكة رياضية مع احترامنا للجميع، فلا يوجد من بينهم من دافع عن فانيلة الأزرق كما فعل عبدالله معيوف، بينما ولسخرية القدر يتحكم به من هم أقل شأنا منه رياضيا!
لاعب في منتخب الكويت الوطني الذي يمثل دولة وشعبا يقوم بالبصق في وجه مدربه، يتخذ رئيس لجنة التدريب توصية للاتحاد الموقر بإيقافه وعقابه على فعلته، يتفاجأ بأن الاتحاد المسؤول يلغي هذه العقوبة دون أخذ رأي لجنة التدريب مما يدعو باقي اللاعبين للتمادي والاستهتار باللجنة والمدرب، وهذا بالطبع ينعكس سلبا على نتائج المنتخب، فاللاعبون المستهترون لا يمكنهم تحقيق نتائج·
أما إذا كان الهدف من تبوء مناصب الاتحاد هو الظهور والبروز الإعلامي واستغلال المنصب لتحقيق مآرب شخصية دون اعتبار لمصلحة اللعبة ولمنتخب الكويت لكرة القدم فهذه هي المأساة التي مازالت مستمرة منذ ما يقارب عشر سنين، فالاتحاد الحالي هو نفسه الذي عجز وفشل في السابق عن تحقيق أي إنجاز للكرة الكويتية، وهو الذي وعلى لسان رئيسه سيستقيل إن لم يتحقق واحد من ثلاثة استحقاقات رياضية وفعلا أخفق في تحقيقها لكنه لم يستقل بل استمر وظل الإخفاق والفشل مستمرين قد يكون الرجل معذورا بسبب نقص الإمكانات والموارد المالية والمنشآت والتفرغات والكثير من المشاكل ولكن لم يكن مطلوبا منه إطلاق الوعود، فالرجل أتى لمنصبه وهو يعلم الإمكانات المتاحة له والجو المحيط به ومع ذلك أطلق وعوده، لذلك الجميع يطالبه بتنفيذها ولا يقبل الأعذار مع أني شخصيا أعلم مدى جده واجتهاده وعمله ولكن مشكلة الشيخ أحمد اليوسف إطلاقه لوعود كبيرة من المستحيل تحقيقها وتنكر لها وهذا ما يؤخذ عليه·
أخيرا: عبدالله معيوف كان عليه أن يعي أن دخوله في هذه المؤسسة اللعبة سيجلب عليه الكثير من المتاعب، فلماذا شارك؟ وهذا هو السؤال المهم·
لا الواجب الوطني يغفر له ولا المساهمة والمشاركة تغفران له ولا التخطيط لمستقبل مشرق للكرة الكويتية سيشفع له مادام الاتحاد لا يصل إليه أحد إلا بالتوافق والتراضي والوساطة والدفع، فالاتحاد مصدر رزق ومن يصل إليه يأمل بتحسين مستواه المعيشي والاجتماعي وليس مستوى الكرة الكويتية ولأجلها يحاربون· |