منذ أكثر من أربعين عاما والناس يتحدثون عن أهمية الشهادة في المجتمع الكويتي الحديث، وأمست الحكومة بفضل الدستور ملزمة بتطبيق التعليم ورعايته وتطويره، وكذلك حرصت الأسر الكويتية على الاهتمام بالتعليم رغم أمية بعض آبائها ومحدودية ثقافتهم، إنما كان العلم والمعلم والاجتهاد أركانا في ثقافة المجتمع الجديد، ولا يزال من يكتب عن أهمية اختيار الكفاءات في كل مجال وهذا متوافق مع طبيعة العصر وإمكانات الدولة وحاجاتها فما الغريب في ذلك؟ وأين مظهر الاحتجاج في هذا المقال؟!
إنه لأمر لافت، بعد هذا الزخم من التركيز على العلم والخبرة وتطوير القدرات لما يحتاجه الوطن، أن نشهد اليوم من يتصدى للأمور المهمة في المجالس الفنية واللجان التخطيطية والاستشرافية وآخرها على المستوى الشعبي انتخابات المجلس البلدي مايو 2005 والتي تئن أجهزتها من جراحات التجاوزات والواسطات والرشاوى ونفاجئ أن من يصل الى هذا المجلس أكثر من عضو بمؤهلات متدنية وخبرات متواضعة!! وأكثر من ذلك ويزيد فينا القهر أن بعضا ممن نجحوا في الانتخابات بدأ يمارس ضغطا ويطالب برئاسة المجلس البلدي أو اللجان المهمة فيه مثل اللجنة الفنية فواعجبا! وواأسفاه!!
تعبنا وجفت أقلامنا ونحن نطالب بتوفير الفرص للكفاءات وإعطاء المجال للطاقات المخلصة لإنقاذ البلد، ولكن ما باليد سوى القلم وما بالرأس سوى اللسان سنكتب وسنتحدث حتى يستبين للناس ما هو في صالحهم وما هو ضد وطنهم وضد دستورهم وضد أبنائهم·· ما يحدث في هذا الإطار أمر لا يمكن السكوت عنه ولا يستهان به بل الراصد يشعر وكأنها خطوات مبرمجة تستهدف تفريغ المجتمع من القيم ومن الثوابت ورغبة متواصلة لهتك الروح الطموحة والواثقة في كل مجال يخدم فيه الوطن·· لقد تم مس قدسية الوحدة الوطنية والتعامل مع بعض شرائح المجتمع الكويتي بأسلوب فوقي وتصريحات استفزازية لأن المطالب التي يطرحها البعض يريد من الحكومة ومن بيده القرار في مؤسسات وهيئات عدة الالتفات لمبدأ الكفاءة إن كانوا راغبين، هذا إذا كانوا صادقين أصلا!!
mullajuma@taleea.com |