الاعتصام الجماهيري أمام مبنى اتحاد كرة القدم في العديلية هل هو بداية تحرك الشارع الكويتي لتصحيح الأخطاء وتعديل الفساد في بعض جوانبه الرياضية·
حينما كنا نتابع حراك الشارع العربي في بعض الدول العربية وكنا نقول إن هذا الحراك قد يتطور ويصل الى أكثر من بلد عربي لم يكن أحد يتوقع أن الكويتيين قد يلجؤون الى هذا الأسلوب في تعاملهم مع الأحداث·· إلا أن الواقع السيىء جدا للعبة كرة القدم الكويتية ورفض رئيس الاتحاد الاستقالة، قد حرك الشارع بقوة متجاوزا كل الهدوء السابق والطبيعة الكويتية الهادئة والسكوت عن الفساد المستشري في كل مكان هو رهان خاطئ لطالما حذرنا منه سواء من خلال تقارير سياسية أو تقارير حقوق الإنسان الصادرة عن مجلس الأمة السابق، فما يحدث في جوانب متعددة من انتهاكات إنسانية واعتداءات على المال العام وتدخل صريح في الانتخابات وإقصاء مجاميع من الناس وإبعادهم عن القرار السياسي، وتعيين المقربين في المناصب المختلفة، كل ذلك يقرع ناقوس الانتباه لآراء الشعوب التي بدأت تتململ من كثرة الفساد وتنوعه·
الحراك الشعبي الكويتي استطاع أن يجبر رئيس الاتحاد على الاستقالة وهذا يعني أن الشارع يستطيع إذا ما تحرك أن يفعل شيئا ويؤثر في الأحداث·
الشارع العربي بدأ يؤثر في الحراك السياسي في أكثر من بلد وسيتواصل هذا التأثير ولعل ما يحدث في العراق ولبنان ونتائج انتخاباتهما ستنعكس على الواقع العربي بدرجة كبيرة مما ستجعل البعض يتشنج أكثر ويرتفع صراخه·
إلا أنها إرادة الشعوب وإرادة الحياة والتغيير، فلنراهن كلنا على حيوية الشعوب فهي الأساس وكذلك في الكويت كما يقول الدستور "الأمة مصدر السلطات جميعا"· |