| لا أدري من أين أبدأ، من حيث انتهى الآخرون أم من حيث وقفت وملامح الدهشة تتخللني؟
كلنا يعلم أن الزواج رحلة جميلة غير أنها تبدو عكس ذلك إذا كانت من غير تفكير ومن دون قدرة على تحمل المسؤولية، فهل من بين الرجال رجل لا يتمنى الزواج؟ وكم هو جميل عندما تجد امرأة تقف الى جانبك وتقاسمك الأفراح والأتراح وتأخذك من عالم الوحدة والانفراد الى عالم الحب والاحترام، ثم ليس من امرأة في مشارق الأرض ومغاربها إلا وتبحث عن رجل مخلص يقاسمها الحياة ويشاركها الدقائق والثواني تعتني به وتقف الى جانبه كما يريد·
وليس من امرأة إلا وتبغض الطلاق غير أنها تبحث عنه أحيانا ليس عبثا بل حاجة وخلاصا وعزاء ومواساة وإذا كان الرجل لا يدري فأنا إذا أبلغه بأن الطلاق مسؤولية مشتركة بينه وبين المرأة غير أن ما يخفف مسؤولية الرجل لا يخفف مسؤولية المرأة لأن الرجل قد يجد من يتزوجها وليس الحال كذلك عند المرأة "المسكينة"·
إن ازدياد حالات الطلاق أمر خطير يدق ناقوس الخطر ويجعلنا نحتاج الى وقفة جادة لطرح هذه القضية بكامل تفاصيلها·
ليس كل البيوت بنيت على الحب غير أن كل البيوت يجب أن تبنى على المسؤولية المشتركة والاحترام المتبادل ثم إنه يجب على المرأة أن تتزوج الرجل الذي تريده وفق الشروط التي أقرها الإسلام، وأن تتحرر من تلك القيود البالية، فكم هو مؤلم عندما تتزوج الفتاة وهي غير مقتنعة بشريك حياتها في المستقبل، غير أن للآباء سقطات لا يدركونها إلا بعد فوات الأوان·
إن المرأة كائن رقيق يبحث عن الكلمات الجميلة والمعاملة الرقيقة، لا تريد المرأة المستحيل بل هي تريد حقا من حقوقها المسلوبة·
وأستغرب أشد الاستغراب من الذين يتهاونون بكلمة الطلاق وقتل مشاعر الآخرين وضياع مستقبل أبنائهم· إن الطلاق ليس حرية شخصية بل هو قرار قد يهدم حياة الآخرين، كل فرد في المجتمع ينظر الى والديه على أنهما قدوته في الحياة ماذا عساه أن يصنع إذا كان أبواه في غمرة الجهل ساهيين وكما قال الشاعر:
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
إننا اليوم في زمن كثرت فيه المآسي وكل ما يلزمنا يوم جديد يحمل بطياته قاموسا تخلو أبوابه من كلمة (طالق - طلاق - مطلقة) وبيت تنتشر في أرجائه كلمات الحب والاحترام، نحن بحاجة الى أن نصارح أنفسنا، ماذا نريد؟ لماذا نضيع أبناءنا ونسلمهم الى قارعة الطريق؟ لماذا نستهين بمشاعر الآخرين؟ لماذا نجعل المحاكم تغص بمرتاديها؟!
وفي الختام أقول ليس العاقل الذي يحتال للأمر إذا وقع، ولكنه الذي يحتال للأمر ألا يقع فيه· |
