رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 8 جمادي الأول 1426 هـ - 15 يونيو 2005
العدد 1682

علمُ العراق أم علمُ صدام؟..
حسناً فعل الأكراد
محمد حسن الموسويü
almossawy@hotmail.com

نعم أقولها وبملء فمي حسناً فعل الأكراد عندما رفضوا رفع العلم "العراقي" الحالي في افتتاح أعمال برلمانهم قبل أيام مضت وقبل الخوض في عرض أسباب الرفض أستوقف القارىء الكريم لحظات لأضع بين يديه نبذة تاريخية عن العلم الحالي والمراحل التي مر بها حتى استقر به المقام على ما هو عليه اليوم، ولنرى هل يمثل هذا العلم العراقيين كافة؟ وهل الأكراد على حق برفضهم إياه؟ وهل بتأييدي لهم محق؟

تعود بدايات هذا العلم المشؤوم الى انقلاب شباط الأسود 1963 الذي نفذه البعثيون ضد الزعيم عبدالكريم قاسم وبالتآمر مع المشير عبدالسلام عارف المنحدر من إحدى القرى النائىة في صحراء المنطقة الغربية والذين استوطنوا بغدادنا الجميلة فحل بها السلُ والجربُ ودخلت في تيه الصحراء الغربية أربعين عاماً يتلاقف الحكم فيها غلمانهم كتلاقف الكرة حتى يوم التاسع من نيسان 2003 وما في ذلك من دلالة على أن الله منّ علينا بالمغفرة لخطيئة الأجداد في ثورة العشرين·

لم يدُم تحالفُ عارف مع البعثيين طويلا فسرعان ما انقلب عليهم وغدر بهم وهو المعروف بطبعه الغادر ومكره الفاجر حتى مع أقرب المقربين إليه، كيف لا وقد فعلها بصديقه عبدالكريم قاسم والذي لولاه لما كان لعبدالسلام دور يذكر في الحياة السياسية العراقية التي دخلها من بوابة تنظيم "الضباط الأحرار" الذي فجر ثورة  1958 ضد النظام الملكي حيث كان عارف أحد أعضاء ذلك التنظيم الذي تأسس في حرب 1948·

ومن نافلة القول إن انضمام عارف إلى هذا التنظيم في 1/6/1957 كان بتزكية من قاسم نفسه ولكن يبدو أنها تزكية في غير محلها حيث كانت النتيجة أن غدر المُزكى بالمزكي في صبيحة الثامن من شباط الأسود 1963 وأول ما فعله عارف بعد انقلابه وفعلته الشنيعة هو أن سارع الى استبدال علم الجمهورية العراقية بعلم ما كان يعرف حينها بالجمهورية العربية المتحدة ذي الألوان الثلاثة الأحمر والأبيض والأسود وفي الوسط نجمتان ترمزان الى أعضاء الجمهورية المتحدة أي مصر وسورية لكن عارف أضاف اليه نجمة ثالثة في إشارة الى التحاق العراق بتلك الجمهورية من دون مراعاة لخصوصية العراق الحضارية وتاريخه العريق الذي اختزله بنجمة ثالثة ليصبح علم تلك الجمهورية العربية بنجمته المضافة علم العراق مختزلاً العراقيين بقضهم وقضيضهم بالعرب فقط لدوافع طائفية وشوفونية ولغاية في نفس يعقوب·

هذه هي الخلفية التاريخية للعلم الذي شاءت الأقدار أن تكتمل هيئته المسخة الحالية على يدي أعتى طاغية عرفه التاريخ صدام حسين الذي أضاف إليه كلمة "الله أكبر" بُعيد الانتهاء من الحرب على إيران وقبيل الاستعداد لغزو دولة الكويت الشقيقة في حركة بهلوانية أراد الديكتاتور من خلالها مغازلة الحركات الإسلامية الغبية والعالم الإسلامي ولخداعهم بإسلاميته عندما خط كلمة "الله أكبر" بيده ولقب نفسه بـ "عبدالله المجاهد" حيث انطلت هذه الخدعة على أكثر الإسلاميين العرب فبايعوه إماما فبئس الإمامُ والمأموم·

والشيء الذي لا بد من ذكره هنا أن رمزية النجوم الثلاث في عهد صدام البعث حورت لتشير الى أهداف "حزب البعث العربي الاشتراكي" تلك الأهداف المتمثلة بـ "الوحدة والحرية والاشتراكية" والتي جسدها نظام صدام البعثي على أرض الواقع خير تجسيد ولكن بطريقته الإرهابية الخاصة فكانت الوحدة بغزو الكويت وأغلب الظن أن صدام أراد بغزوه سيىء الصيت تحقيق حلم ابن بيئته وشريكه في الانحدار الجغرافي والثقافي والاجتماعي عبدالسلام عارف بالوحدة الاندماجية الفورية بعد أن عجزت نجمته الثالثة عن تحقيق الوحدة المزعومة بالطريقة السلمية فجاء الغزو ليرضي وليشبع الرغبات البدوية للطاغية ولمن سبقه من أبناء جلدته البدو الذين تعاقبوا على حكم بغداد·

وأما الحرية فقد تمخضت عن المقابر الجماعية للمعارضين وعن تشريد الملايين ووشم الجباه وقطع الألسن والآذان وسمل العيون إنها حرية الحاكم في فعل ما يشاء بالمحكوم مجسداً قول الشاعر·

ما شئت لا ما شاءت الأقدار

احكم فأنت الواحد القهار

وأما الاشتراكية فقد أطلت على العراقيين بقرنها فحولت بلدهم من أغنى بلد في المنطقة الى أفقره وذلك بسرقة أموالهم وتبذيرها على الغرباء واللقطاء وشراء الذمم وحرمان أبناء الشعب منها·

إذا بداية العلم كانت بالغدر بعلم ثورة 1958 ذلك العلم الذي عبر عن الفسيفساء العراقي الجميل، وكذلك الغدر بمحبوب المحرومين قاسم، الزعيم الذي عشقته أفئدة الوطنيين وكرهته النفوس المريضة للطائفيين والعنصريين· إذا هذا علم الغادرين الماكرين·

بالإضافة إلى ذلك فإن رموزه - أي العلم الحالي - لم تعبر يوماً ما عن هوية العراق الحضارية بل هي رموز للآخرين، وغير خفي أن علم الجمهورية العربية المتحدة الذي شكل المادة الخام للعلم الحالي وضعه جمال عبدالناصر وهو علم يشير برموزه الى أطروحة الأمة العربية والقومية العربية التي نادى بها ناصر ومن هم على خطاه وجاء نظام صدام - البعث ليتغنى بتلك الأطروحة ويضيف إليها أطروحته العنصرية الطائفية المشوهة التي هتكت كرامة العراقيين· فكيف يتوقع من الأكراد حينئذ أن يرفعوا علماً كهذا فوق أرضهم؟

لكن هل لهذا السبب وحده يرفض الأكراد العلم الحالي؟

الحقيقة هنالك أسباب أخرى منها أن أنفلة كردستان تمت تحت سارية هذا العلم وقصف حلبجة بالأسلحة الكيماوية وحرق المزارع الكردية والألوف المؤلفة من الكرد الذين قُتلوا وإبادة عشيرة البرزان المعروفة وهتك أعراض الكرديات العذارى والحيف الذي لحق بالأكراد والظلم الذي طالهم واستباحة مدنهم الجميلة وتدميرها وتجريف بيوتهم وتهجيرهم عن أرضهم والمصائب التي صُبت على رؤوسهم من السبعين الى التسعين كلها تمّت باسم هذا العلم الذي شهد بعيونه الثلاث الخضراء جهنم كردستان فكان حرياً بالأكراد اليوم فقؤهن دون تردد والأسباب تطول ونتيجتها أن الذاكرة الكردية تختزن صورة سيئة عن هذا العلم وأن الذات الكردية تشمئز من صورة وألوان هذا العلم لأنه وباختصار شديد علم صدام وليس العراق أفلا يكفي ذلك لرفضه واستهجانه؟

أقولها وبصراحة أنه علم صدام، إنه علم البعث· إنه رمزُ الطائفية والعنصرية، إنه رمز الدمار والخراب، إنه رمز البداوة وليس علم العراق لأن العراق للجميع، للكردي وللتركماتي وللسرياني كما هو للعربي، للشيعي كما هو للسني، للمسيحي وللصابئي ولليهودي وللشبكي وللكاكائي كما هو للمسلم، للملحد كما هو للمؤمن، لليبرالي وللشيوعي وللإسلامي كما هو للقومي والعروبي· فهل يشير العمل الصدامي الحالي إلى كل ما ذكر؟ بالطبع لا، وبكلمة أخرى إن هذا العلم لم يكن في يوم من الأيام علم شعب أو أمة بقدر ما كان علم عصابات سياسية احتكرت السلطة بطريقة غير شرعية ومن هنا فهو علمٌُ غير شرعي ولا يشرفنا حمله ولا يستحق رفعه على ناصية أي مؤسسة عراقية وطنية وعليه حسنا فعل الأكراد·

ü كاتب عراقي

�����
   

"إنّ في البُعدِ حُضورْ.." * ..أبا بدر:
زايد الزيـد
تحرك الشارع الكويتي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تصريح باتجاه العارضة!!:
سعاد المعجل
مجلس الأمة ..الحصن الحصين:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الضيف الإسرائيلي:
فيصل أبالخيل
السياحة العلاجية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الحلم العربي!:
عامر ذياب التميمي
نظرة على انتخابات المجلس البلدي في الكويت:
د. محمد حسين اليوسفي
صراحة.. أشياء تقهر!!:
عبدالخالق ملا جمعة
دعوة للتخلي عن الصهيونية:
عبدالله عيسى الموسوي
علمُ العراق أم علمُ صدام؟..
حسناً فعل الأكراد:
محمد حسن الموسويü
"يا شيخ صباح روح معاهم أوزبكستان":
على محمود خاجه
طالق - طلاق - مطلق:
ناصر الخالدي
تطورات الوضع في العراق:
عبدالله العبدالعالي
مكافحة الفساد بين التضاد والتنسيق:
عبدالحميد علي
الكوتا بين الكويت وأمريكا:
فيصل عبدالله عبدالنبي