لا شك أن معظم مستخدمي محطات تعبئة الوقود، صادفهم في أكثر من محطة خلل إما بالمضخة التي استخدموها أو عدم وجود علامات إرشادية توضع على المعطل منها حتى يتجنبها السائقون لتدارك الزحام والإرباك الذي يحدث أثناء تغيير موقع السيارة للتعبئة من مضخة إلى أخرى··! لقد كان من الأسلم للشركة الجديدة قبل استلام "تركة" المؤسسة السابقة وحتى تحصل على سمعة عالية الجودة أن تتأكد من كل "البلاوي" الموجودة في معظم المحطات وتعمل على صيانتها وتجديدها قبل الشروع بتغيير الألوان وطلاء الإعلانات ولم تمس جوهر الخدمة بشيء ملموس·
إن هذا الذي نراه سيفتح المجال للعبث في مشاريع الخصخصة المطروحة حاليا، والتي كنا قد حذرنا في مقالات سابقة من استغلال فكرة الخدمة الأفضل وزرعها في أذهان الناس حتى يتم إقناعهم في قبول مشاريع خصخصة على حساب كفاءة الخدمة وجودتها ورعايتها، فالتخوف مازال يراود غالبية المواطنين من مشاريع كانت تدار من قبل أشخاص في شركات ومؤسسات ناجحة أو شبه ناجحة وتسليمها لمجالس إدارات سبق أن فشلت في تطوير عدة شركات وهيئات ومؤسسات كانت تشرف عليها وتديرها بقوة النفوذ لا بالقدرة والأهلية الابتكارية والتطوير العصري المطلوب، فحتما ستكون النتيجة تدهوراً في الخدمات، لأن أصل المشروع على ما يبدو تنفيع لأشخاص لم يجدوا لهم مناصب في الشركات القديمة فيتم استحداث وترتيب مناصب جديدة لهم!
رشفة أخيرة:
استطلاعات الرأي التي تجريها بعض الصحف تعتبر أسلوباً مبتكراً يخدم الامتاع ويساعد على فهم المعطيات المختلفة في أي قضية مطروحة للنقاش في المجتمع، ولكن على ما يبدو أن بعضا من هذه الاستطلاعات لا تكون مؤسسة تأسيسا علميا ومحايداً أو يخضع لرقابة وإشراف جهات أكاديمية حتى يمكن اعتبارها موثوقة والاعتماد عليها تحليلا واستنتاجا·
mullajuma@taleea.com |