| منذ أسابيع قلائل، صدر كتاب للباحث (مايكل رايس) بعنوان (الوطن المغتصب) وهو باحث أوروبي متخصص في اليهودية والصهيونية والظروف الدولية التي أحاطت بقيام دولة إسرائيل واستمرارها الى اليوم·
ونظرا لمكانة الباحث وتخصصه الدقيق فإننا نستعرض في مقالنا هذا الأسبوع أهم ما جاء في كتابه القيم·
يستعرض الكتاب حقيقة أن السكان اليهود في إسرائيل الذين أنشئت الدولة لأجلهم ليست لهم ادعاءات تاريخية، أو قانونية، أو حتى دينية حيال أرض فلسطين، وهذا يعني أن العدالة لن تتحقق ولن يدوم السلام ما لم تتخل إسرائيل عن الصهيونية ويصبح سكانها جزءا من دولة علمانية·
ويؤكد رايس أنه لا يوجد مبرر من التاريخ أو المنطق يبرر زرع شعب يهودي يعود الى أصول أوروبية في أرض فلسطين وتشريد وطرد سكانها الأصليين·
ويشدد في كتابه على أن قادة الشعب الفلسطيني اليوم إن تخلوا عن جزء من حقوقهم التاريخية فإن المستقبل لا يضمن عدم وصول فئة معينة للحكم تطالب بكامل الحقوق وزوال المحتل نهائيا·
وعن النشأة الشاذة لدولة إسرائيل يقول رايس: "إن منظمة الأمم المتحدة قامت بدور المولدة لإسرائيل عند ولادتها رغم أنها أنشئت بهدف ضمان السلام والرفاهية والاستقرار لشعوب العالم إلا أنها استغلت سلطاتها لتشويه العدالة ضد شعب صغير ليست لديه قدرات وسعت لتحقيق مطالب إقامة دولة يهودية عن طريق اقتراح تقسيم فلسطين)·
ونختم بتأكيد الباحث على أن الأمم المتحدة لم ولن تملك سلطة تخولها إعطاء أي جزء من أرض فلسطين لليهود وأن التصويت على قرار التقسيم باطل وغير شرعي حيث أورد الكثير من الحجج التي دعمت رأيه ولا مجال لذكرها لضيق المساحة·
هذا الكتاب، وإن كنا نختلف مع مؤلفه في بعض مضمونه إلا أنه يمثل وثيقة جديدة تصدر بعد 57 عاما من النكبة واغتصاب فلسطين لتؤكد أن الشعب الفلسطيني والشرفاء في العالم لن ينسوا كيف بيعت فلسطين لليهود في أجواء من المؤامرات الدولية المحكمة التي لم يكن باستطاعة الشعب الفلسطيني البسيط مواجهتها· لتؤكد بأن مطالبنا العادلة بعودة كامل التراب الفلسطيني وطرد الصهاينة الغاصبين ليست مجرد أحلام، بل إنها تنتظر ساعة الحسم وإن كانت بعيدة اليوم فإنها في الغد ستكون في متناول اليد وما هذا على الله ببعيد·
abdullah.m@taleea.com |
