انتهت الانتخابات التكميلية في الدائرة الخامسة بفوز مرشح الفرعية، وهي نتيجة متوقعة سلفا على مر الدورات الانتخابية السابقة، وعلى الرغم من أن الأرقام الفعلية لعدد الناخبين في الدائرة الخامسة تسمح بأن يفوز بالمقعد أي شخص من شرائح اجتماعية أخرى على اعتبار الأكثرية، إلا أن هذا لن يحدث وذلك لعدة أسباب نوجزها بالآتي:
أولاً: أنه ما زالت السلطة التنفيذية غير جادة بتطبيق قانون تجريم الانتخابات الفرعية يؤازرها في ذلك تخاذل مجموعة كبيرة من أعضاء مجلس الأمة فهناك سابقة في مجلس 1999 حين رفض المجلس رفع الحصانة عن بعض الأعضاء والذين نجحوا حينها من خلال الانتخابات الفرعية·
ثانياً: كان المفروض من المرشحين المتنافسين في تكميلية البلدي أن يعقدوا مؤتمراً صحافياً يطالبون فيه السلطات بتفعيل القانون واحترامه والمحافظة على الوحدة الوطنية·
ثالثاً: تتجاهل التنظيمات المختلفة دورها الإصلاحي في معظم الأحيان وذلك في التنافسات التي لا يكون لها مرشحها الخاص بها فهي لا تشارك بقوة ولا تدعم الأكفأ، وتتخفى بعدة عبارات غير واقعية مثل "اتفقوا على واحد" وهي عبارة تضع هذه التنظيمات في تناقض مع مبادئهم المعلنة ففي الوقت الذي يرفضون فيه الانتخابات الفرعية الطائفية نجدهم ومن أجل التهرب من وضوح الموقف يطالبون المرشحين بالتنازل "حبياً" فيما بينهم دون أن يكون لهم تأثير في هذا الرأي أو دعمه علناً ويشترك في ذلك أعضاء مجلس الامة المنتخبين من الدائرة نفسها، ولهذا تدنت نسبة المشاركة بما لا تتجاوز 38 في المئة·
رابعاً: دأب بعض المحررين على تقييم الدوائر بحسب تركيبتها الاجتماعية والعرقية والدينية بطريقة غير صحيحة فهي أقرب للانطباعات من كونها استنتاجات علمية، هذا النوع من التحليل غير المتفحص يؤثر سلباً في اتجاهات التصويت وربما "تأييس" معظم الناخبين من المشاركة الإيجابية·
رشفة أخيرة:
تصدى أكثر من قلم منصف وحر مدافعاً عن إخلاص ووطنية الشيعة لأوطانهم وذلك رداً على التصريحات الأخيرة للرئيس المصري التي فجرت أزمة سياسية على عدة أصعدة، في الوقت الذي تحتاج شعوب الأمة العربية التلاحم والتكاتف لمواجهة المخططات الصهيونية والمساعدة من أجل استقرار العراق·
mullajuma@taleea.com |