منذ سيدني 2000 ونحن نعاني الأمرين من منتخبنا الوطني لكرة القدم، وهذا لا يعني أننا كنا بخير حال الى عام 2000 بل كنا نتأرجح بين فرحة ونكبة منذ أمد بعيد، فقد أخفقنا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في 86 و90 و94 و98 وأخفقنا في كأس آسيا 84 و88 و92 و2000، وسلسلة لا تنتهي من الهزائم التي لا تعد ولا تحصى، وأنا إذ أجزم أن الكويت وعلى الرغم من تعدادها السكاني القليل إلا أنها تزخر بالمواهب الرياضية التي قد تفوق الكثير من دول العالم ولكن ما تحتاجه هو صقل المواهب ودعمها والاهتمام بها، وخير دليل على ما أقول "جاسم يعقوب، فيصل الدخيل وفتحي كميل" أصحاب البشرة السمراء الذين استطاعوا بمواهبهم أن يدخلوا التاريخ، فها هو جاسم يعقوب يسجل أروع أهدافه على أحسن حارس مرمى في العالم والدخيل الذي وصل الى منتخب نجوم العالم في أعقاب نهائيات كأس العالم 82، والأسطورة فتحي كميل الذي ما زلت أتذكر في عام 1996 حينما كنت في بريطانيا وقال لي أحد الأساتذة الإنجليز بأنه لا يعرف عن الكويت شيئا سوى عاصفة الصحراء وفتحي كميل، كل ذلك ما هو إلا دليل واضح على أن الكويت حافلة بأناس من الممكن أن يسطروا في التاريخ أسماءهم بأحرف من ذهب إذا ما وجدوا الدعم الكافي من مختلف النواحي·
وقد نستطيع ذلك والفرصة مواتية الآن فنحن في التصفيات النهائية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، وعلى الرغم من أن الدرب أصبح شاقا للوصول الى ألمانيا إلا أن الأمل ما زال قائما فنحن بحاجة الى التعادل أو الفوز في مباراة أوزبكستان لكي نواجه البحرين ذهابا وإيابا وبعدها نواجه منتخبا من دول الكونكاكاف، وذلك لن يتحقق في الوضع القائم حاليا أبدا لأن التخبط قد مزق كل شيء·
وللأسف الشديد فإننا دائما نضطر للجوء الى أعلى الهرم طالبين الإصلاح بعدما باءت جميع محاولات الرياضيين بالفشل حينما ساروا حسب التسلسل القيادي، لذا فأنا أناشد سمو الشيخ صباح الأحمد رئيس مجلس الوزراء التدخل السريع لينقذ ما يمكن إنقاذه في هذه الفترة الحرجة، ولا أتمنى أن يكون هذا التدخل برسالة شفهية أو حتى خطية، بل من خلال تدخل أقوى من ذلك فالرسائل الشفوية والخطية لا تنفع مع من يديرون الرياضة، وأنا أعلم يقينا بأن مسؤوليات الشيخ صباح كثيرة إلا أنني أعلم أيضا بأنه لن يألو جهدا فيما فيه مصلحة هذا البلد، لذا فأنا أتمنى منه الذهاب مع المنتخب في مباراته المصيرية مع أوزبكستان في أغسطس القادم، ليعرف بنفسه مآسي الرياضة وهموم أبنائه الرياضيين ويعاينها كي يستطيع أن يجد الحلول الجذرية لها· |