تتسم بعض الكتب التي منعتها الجهات المختصة بطابع التجافي والتحامل على الآخر وتغذي من خلال قراءة بعض سطورها النزعات المتطرفة لدى جيل الشباب والذي يندفع بحماسه نحو الانتقام من المختلفين معه في الرأي والسلوك والتهكم على بعض الطقوس التي هي موضع خلاف فقهي بين الفرق الإسلامية·
فالموقف الرسمي من هكذا مطبوعات لا بد أن يتناغم مع الأجندة الجديدة للدولة والتي طرحت منذ عامين منهجا مؤسساتيا لإحياء ثقافة الوسطية والاعتدال في المجتمعات الإسلامية قاطبة ومنها مجتمع الكويت بلا شك·
فالمجتمع الكويتي يمر في بعض الفترات "بتفخيخ" متواتر للنيل من وحدته وتمسك مجتمعه بنظامه القائم، وعلى هذا الأساس فلا بد من ترشيد بعض السلوكيات الطارئة من هذا الجانب والمستوردة، وألا تعتبر السلطة المختصة والموجهة متناقضة مع مبادئها وأهدافها ورب قائل إن ما يتم منعه يزداد الطلب عليه أو يمكن الحصول عليه في "الإنترنت"!
بالتأكيد هذا الرأي فيه شيء من الصواب نسبيا، ولكن في معايير الدولة الوضع يختلف، لأن من أهدافها العليا، هو حفظ النظام الاجتماعي والسلم المدني، فيكون لزاما عليها رعاية حقوق المواطنين والالتزام بالدستور والقوانين المرعية في البلاد، وإذا كان البعض من النواب تحدث وهدد وزير الإعلام، ووزير الأوقاف بصفتهما التنفيذية بسبب منع وزارتيهما لهذه الكتب، نأمل منهم أن يقرؤوا جميع الكتب الممنوعة بموضوعية وبعين الآخر بالتأكيد سيكتشفون أنها ممهورة بعناوين لا تدل على ما يدور في متنها! إذن الهدف واضح والقصد لا يحتاج الى مفسر للأحلام ولا لمتخصص بإخراج الجان من الأرحام!
رشفة أخيرة
يقول غاندي "إن ثلاثة أرباع المآسي وسوء الفهم في هذا العالم سيختفي إذا وضع كل منا نفسه في موضع من يختلف معهم لكي يفهم وجهة نظرهم" كلام قد يكون مكررا·· والتكرار يعلم الشطار!
mullajuma@taleea.com |