| بين فترة وأخرى نسمع بعض الأصوات النشاز التي تطالب بإلغاء تلك المؤسسة التشريعية الرائدة المسماة بمجلس الأمة ونسمع بعض الأسئلة والانتقادات في المجالس والدواوين: ماذا فعل لنا مجلس الأمة؟!
وما المشاريع والإنجازات التي تهم البلد والتي تصدى لها أعضاء المجلس بل إن أعضاء المجلس إلا من رحم الله لا هم لهم إلا العمل على استمرار تواجدهم وإعادة انتخابهم من جديد، وكأنهم مندوبو أو مخلصو معاملات لأشخاص معينين أو لطائفة معينة، بل الأنكى والأمر يوجد فينا من يطالب بأن يكون هناك مجلس معين من الحكومة أو مجلس شورى يكون أعضاؤه من ذوي الخبرة والكفاءة ووجهاء البلد على غرار ما يحدث في بعض الدول المجاورة، لأن مجلس الأمة هو من يعطل القوانين ويعرقل المشاريع ويهتم بتوافه الأمور على حساب القضايا الوطنية·
والحقيقة وفي كل مرة يطرح هذا الموضوع نقف لكل تلك الأصوات بقوة وحزم على اعتبار أن مجلس الأمة هو الحصن الحصين والركن الركين والسياج المنيع الذي يحمي البلد والمجتمع من الفساد والمفسدين·
باعتقادي أنه إذا خربت ذمة بعض الأعضاء وأصبح كل منهم يهتم بمصالحه الشخصية ومصالح ناخبيه فإن العيب ليس من مجلس الأمة بل العيب فيمن أوصلهم إلى قبة البرلمان وتبقى المؤسسة التشريعية كمؤسسة هي من نحتمي بها ونستظل بظلها ويبقى لنا بصيص أمل في المحافظة على هذا المجلس الذي ناضل الرواد الأوائل من رجالات الكويت لإنشاء هذه المؤسسة العتيدة التي كان الحكم في السابق محصورا في جميع مظاهره وأشكاله في يد الحاكم الفرد وكأننا في دولة شبه دكتاتورية·
يا سادة يا كرام إن لمجلس الأمة دورا رائدا في كشف المرتشين والسراق الذين همهم الوحيد سرقة هذا البلد والعبث بمقدرات أبنائه وتعلمون ويعلم الجميع ما حدث قبل الغزو الغاشم وعندما ألغيت المؤسسة التشريعية إلغاء غير دستوري ماذا حصل للبلد·
يا سادة إن العيب ليس في المجلس بل العيب فينا نحن الذين أوصلنا من لا يستحق التمثيل وشرف خدمة هذا البلد إلى البرلمان، ولا يخفى على أحد الدور الكبير الذي لعبته الحكومة وبعض أفراد الأسرة الحاكمة لوصول عناصر همها الوحيد تحقيق مكاسب شخصية، وإلا ما معنى سكوت الحكومة عن الانتخابات الفرعية التي تحدث في وضح النهار، وعن شراء الأصوات و"على عينك يا تاجر" أمام رجال الشرطة·
إن علينا كمواطنين مسؤولية عظيمة نحو إيصال العناصر الوطنية الغيورة على هذا البلد انطلاقا من موقع المسؤولية وشعورا بالأمانة الملقاة على عاتق كل منا لتبقى هذه المؤسسة كما أرادها رجال الكويت الأوائل أن تكون·
* * *
قلنا دائما إن الرياضة ليست بالشيخة أو بالوراثة يا جماعة من يجد في نفسه الكفاءة والكفاءة فقط يتفضل لقيادة الاتحاد فما حصل مؤخرا جريمة في حق البلد· |
