رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 20 صفر 1426هـ - 30 مارس 2005
العدد 1671

الطائفة والقبيلة انتماء مشروع واحتماء مفروض!
عبدالخالق ملا جمعة
mullajuma@taleea.com

لعل كلمة (طائفة أو قبيلة) هي في الجانب التعريفي تعني مجموعة منسجمة في تفكيرها العقائدي أو العرقي ولها خصوصيتها التاريخية والتراثية وتنبثق من خلال تلك الخصوصية معظم أدبيات سلوكها الاجتماعي وتمارسه بشكل تلقائي في محيط المجتمع العام وهي على هذا تختلف عن الطائفية أو القبلية حين تتمثل في المحور السلبي عند تعاملها بصورة انعزالية عن واقعها الاجتماعي وبدت كمفهوم مستهجن عندما يتداول في العصر الحديث· والمتتبع لحركة التاريخ وبالأخص الأوروبي (الذي اقتبسنا منه كل المصطلحات السياسية والاجتماعية كمفاهيم مقولبة بعد هجرات الانفتاح والتعليم للمواطنين العرب وكذا من المستشرقين بعد النهضة الأوروبية تارة وإلزاما من المستعمر تارة أخرى، وعلى الرغم من عدم تطابق بعض من هذه المصطلحات على واقعنا وليس موضع بحثنا الآن) فإن هذين المصطلحين (الطائفية والقبلية) قد ظهرا في بريطانيا القديمة قبل العهد النورماندي إبان فترة سيطرة ما عرف بملوك الطوائف وأيضا في الأندلس على أيدي الزعماء المحليين العرب المسلمين والبربر·

وتجدر الإشارة أيضا إلى أن مفهوم الطائفية الانفعالي والمفهوم القبلي السلبي يعتبر شائعاً لدى الأوساط كافة أميين ومثقفين، وجهاء وبسطاء، أغنياء وفقراء، حيث إنه يستخدم كوسيلة لزيادة الأنصار وغاية لمنع الانفتاح على الآخرين وهي سلوكيات في بناءاتها متعارضة مع أبسط قواعد التعامل الإنساني الاجتماعي السليم، وما زالت هذه الغايات تسيطر على الأفهام بشكل أو بآخر وتحت عناوين كثيرة·

وللتقريب فإن تمكن المجموعات (الأقوى والأقلية في ذات الوقت) من السيطرة على مقادير الحكم في معظم البلدان والتي بدورها انتهجت سلوكا صارما يمنع التعددية ويضيق بالمشاركة الشعبية، يقدس الموروث على حساب التجديد والتنوير، فقد ولد شكوكا في مدى المصداقية في تحقيق العدالة لدى هذه المجموعات ولا توجد ضمانات لاستمرار وجودهم، بل تمادت بعض أنظمة الحكم في مبدأ (فرق تسد) وهو الذي أوجد اتهاما جاهزا لشرائح مختلفة مبنية على الظن وذلك حين يطالبون بأبسط المبادئ الحقوقية فإما أنهم طائفيون "فتنيون" أو شعوبيون مندسون، هذا التجني ومن دون ضوابط للعدالة في الدولة الحديثة خلق مع الوقت جوا من عدم التوازن وشعورا من الغبن في تطبيقات الشعارات الوطنية والمبادئ الحقوقية المنصوص عليها بالدستور، ورسخ في الأذهان العودة الى الاحتماء بالطائفة أو القبيلة، بعد أن رفض عمليا وإجرائيا دستور الدولة كدرع للحماية وضابطا للانتماء الوطني فنتج عن ذلك خلط بين المفهومين وتشابك سلوكي لدى العوام من الأفراد يتحمل مسؤولية ذلك بعض النخب الشعبية الرائدة في عدم تبنيها أهمية دولة القانون والدستور وخللا في قراءة البوصلة الوطنية كي تجعل وشاح الوطن أسمى من القبيلة أو الطائفة بكل فصائلها التي لا يتنكر بعضها من التوجيه الإلغائي في خطابها العام لتستمد منه وقودا تشحن به الساحة لصالحها بمناسبة ومن دون مناسبة·

وبما أننا نعتقد جازمين ونكرر بأن الدولة هي المسؤول الأول والمباشر عن الأوصاف الحقوقية للمواطنين ورعايتها لأنه بيدها تطبيق القوانين كافة وممارسة العدالة الاجتماعية والوظائفية والسياسية والتعبدية لجميع الأطياف في المجتمع، فأي إخلال بمفهوم العدالة حتى لو كان غير مقصود سوف يؤدي الى إيجاد ثقافة لتبرير الانحراف لدى الجماعات المختلفة كما حدث ذلك مع الأحداث الإرهابية الأخيرة·

إن المطالبة بإعادة النظر بتقسيم الدوائر الذي تم منذ العام 1981 وإعطاء فرصة للناخب في اختيار أكثر من خمسة مرشحين على الأقل وزيادة الكتلة الانتخابية وإشراك المرأة وهي حلول مجدية ربما، وإلا·· فإن هذا الوضع يجعل أفرادا من حملة عقد المظلومية بحالة انكسار دائم· والفزعة وما تقتضيه من التحام بحالة استفزاز دائم، وتأكيد التمترس خلف البناء الطائفي الهش والقبلي غير الواقعي وغير المتكامل للاحتماء به! فمن المعيب على مجلس الأمة تبني أي طرح يناقض المبادئ الدستورية والمنظور الوطني بل الأصح هو كيف نستطيع أن نتحرك باتجاه التكامل المؤسساتي والحقوقي للمواطنين؟! وليس التقهقر الى عصر ما قبل الدولة الدستورية وهو ما يريده خصوم الديمقراطية وإن علا شأنهم!

 

رشفة أخيرة

 

تفاجأت بتعامل وزير الخارجية الجزائري والأمين العام مع سؤال عادي قدمه أحد الصحافيين فالأول انفعل والثاني رفض الإجابة عن سؤاله مشيرا بيده "مش ح رد عليك"!!

mullajuma@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
الإعدام: استعجال أم ضربة معلم؟!
معسول القلم لا يشفي الألم!
حتى المعارضة ورقة بيد الحكومة!
المسابقات: تفاهة من أجل الابتزاز
ثلاث رشفات
إن المساجد لله..!
الحرب التي فضحتهم..!
الأولى.. بداية غير مشجعة!
شكرا لمنع الكتب المتطرفة
أزمة صراحة أم أزمة مبادئ
نظام الحزبين ولو بعد حين!
الحل في عودة الضابط المبجل..
معالجة القروض.. مازال المطلب مستمرا!
أسئلة مشروعة في دوائر ممنوعة!!
انفتاح اقتصادي ومواطن "حافي"!
من مقدحة صغيرة
تحترق مدينة كبيرة!
هل تنجح الحكومة في اختبار تطوير جودة التعليم؟!
"قل للمتولي إنه معزول"
لا خير في الوطن·· إلا مع الأمن والسرور
  Next Page

سيارة عبدالله السالم:
عبداللطيف الدعيج
هاجر وقب عن هذه الديرة:
حسن العيسى
حتى في السماء!:
أحمد حسين
نريد الحقيقة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
مهمة الشدادية المكوكية!!!:
سعاد المعجل
تهاوي الكهفيين وانكشاف ألاعيبهم:
محمد بو شهري
المدير:
المحامي نايف بدر العتيبي
حديث اللائحة الداخلية للمجلس:
مسعود راشد العميري
غزو البنك الدولي:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
تحديث الكويت!:
عامر ذياب التميمي
آخر معاقل الاستبداد:
د. محمد حسين اليوسفي
"أبي أفهم..":
على محمود خاجه
القمة تمخض البرلمان العربي!!:
علي غلوم محمد
محطات الألم والحسرة:
عبدالله عيسى الموسوي
حتى لا نندم:
صلاح الفضلي
الطائفة والقبيلة انتماء مشروع واحتماء مفروض!:
عبدالخالق ملا جمعة
بغض النظر:
فيصل عبدالله عبدالنبي
5495 مشكلة ومشكلة:
عبدالحميد علي
لا تسأل.. لا تستجوب.. لا تتكلم:
يوسف مبارك المباركي