| ثلاث محطات نتوقف عندها اليوم بصورة موجزة، تمثل قمة الألم والحسرة لكل غيور على قضية الأمة المركزية والحالة المؤسفة التي وصلت إليها·
أولى وقفاتنا مع البيان الختامي للقمة العربية التي عقدت في الجزائر أخيرا حيث جدد القادة العرب دعوة الكيان الصهيوني لإعادة الحقوق العربية وأعلنوها للمرة الألف أنهم راغبون في السلام مع هذا الكيان الغاصب وتزامن هذا مع ضغط عربي رسمي شديد على فصائل المقاومة لإيقاف كفاحها المسلح ضد الاحتلال وهو الكفاح الذي شرعته القوانين الدولية والأعراف الإنسانية·
وكان الرد الصهيوني - كعادته - مستخفا بالعرب ومبادراتهم وزادهم إذلالا على مذلتهم·
فكفانا هدايا وتطبيعا بلا ثمن، فشارون وزمرته لا يستحقون المصافحة لأن أيديهم ملطخة بدماء الآلاف من شهدائنا الأبرار ويكفيكم بيعكم الانتفاضة وتضحياتها بلا مقابل·
أما ثاني محطاتنا فهي الهدية التي قدمها شارون للقادة العرب قبل يوم من اجتماعهم حيث نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية أن حكومة شارون قررت الموافقة على إقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلة حيث تم تخصيص الموازنة اللازمة لبناء 3500 وحدة سكنية وهي ضمن خطة تسعى لتعزيز القبضة الصهيونية على مدينة القدس وضواحيها وبالتالي رسم الحدود المستقبلية الثابتة وتهويد القدس·
فهل ما زال البعض يعتقد بإمكانية عودة القدس للسيادة العربية؟ وأن شارون رجل سلام يجب التعامل معه وفق هذا المنظور··· كفانا ضحكا على الذقون يا أمة العرب·
ونختم محطات الألم مع نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الرقابة على التسلح والأمن القومي (جون بولتون) وهو الذي عين منذ فترة وجيزة بمنصب مندوب أمريكا الدائم في الأمم المتحدة وتنبع الحسرة من كون (بولتون) من أشد المتطرفين الصقور في الإدارة الأمريكية خصوصا عندما يتعلق الأمر بالصراع العربي - الإسرائيلي حيث إنه متعصب لسياسات الإرهاب في الحكومة الإسرائيلية بشكل لم يسبقه مندوب أمريكي في هذه المنظمة من قبل·
بالإضافة الى ذلك، فهو ينظر للمنظمات الدولية باحتقار شديد ويصف أي قرار تصدره ولا يحظى بموافقة الولايات المتحدة بأنه (سخيف) ويعتبر أسعد يوم في حياته يوم إلغاء القرار الدولي الذي كان يصف (الصهيونية) بأنها شكل من أشكال العنصرية·
مبروك لإسرائيل مندوبها الجديد في المنظمة الدولية ولا عزاء لأمة العرب·
abdullah.m@taleea.com |
