الجماعات الكهفية بمختلف أطيافها وأشكالها، باتت تتخبط وتترنح حتى الثمالة في ممارساتها وتصريحاتها المكشوفة والمفضوحة، وكي تحفظ ماء وجهها، أضحت تُصعِّد وتفتعل الأزمات بين الفينة والأخرى، تارة من أجل البروز والحفاظ على مكاسبها غير المشروعة، وتارة أخرى من أجل إفشال مشروع حقوق المرأة السياسية! المثير للسخرية، أن الكهفيين الآن تيقنوا أن هناك تجاوزات للقانون في أكثر من وزارة، ولذا يعتزمون استجواب وزير الصحة وكذلك وزير الإعلام بالإنابة وربما الوزير شرار، بغض النظر عن جدوى وأهمية تلك الاستجوابات، وسواء كنا نختلف أو نتفق معها، نطرح التساؤلات التالية: هل يعقل أنه عندما اقترب مشروع حقوق المرأة السياسية من التحقيق، أن تنبري تلك الأصوات منادية بمحاسبة الوزراء؟ أين كنتم طوال الأشهر الماضية؟ ولا سيما حينما قام النائبان المحترمان علي الراشد وأحمد المليفي باستجواب الوزير شرار، من خلال أدلة دامغة وصريحة تدين الوزير وتدين الإدارات التي تندرج تحت قيادته؟ أين ضميركم الذي لم يتحرك إلا الآن؟ منذ زمن والناس تئن وتشتكي من تردي الأوضاع في البلد وكذلك القلة من النواب الوطنيين، كانوا يحذرون وبأعلى أصواتهم من تفشي الفساد، بالمقابل الكهفيون "أذن من طين وأذن من عجين" الكهفيون منذ أن غزوا البلاد بأفكارهم الهدامة ونحن في تراجع وتخلف، إن هؤلاء عار الأمة وعبئا عليها، ولكن الجيد أن بداية النهاية للمد الكهفي قد أزفت، والشاهد خسرانهم لانتخابات الطلبة الدارسين في الخارج، وكذلك فوزهم الصعب في انتخابات جمعية الفيحاء، والتي صاحبتها أحداث دراماتيكية·· فلولا تحالف الكهفيين مع بعضهم وتدخل العنصر النسائي المغرر به - والذي لا يؤمنون بأهميته ويحاربونه بشدة - لما تحقق النجاح في تلك الانتخابات، ويكفي أن الفارق في عدد الأصوات بين الثالث من قائمة الكهفيين والرابع من قائمة الأحرار كان فقط 27 صوتا!! تلك النتيجة تعتبر بحد ذاتها نجاحا ومؤشرا طيبا للقوائم المنافسة في العام المقبل، أما النكبة الأخيرة والتي مني بها الكهفيون تلك الندوة المتميزة لحقوق المرأة والتي أقامها النائب المحترم علي الراشد في الأسبوع الماضي، بحضور ثلة من المحاضرين الكرام، ومن بينهم الدكتور محمد الشريف عضو هيئة الإفتاء في وزارة الأوقاف والذي تعرض لضغوطات شديدة من قبل الكهفيين·
مما لا شك فيه أن الكهفيين استطاعوا أن يخدعوا البعض العمر كله، ولكنهم لن يستطيعوا أن يخدعوا كل الناس طول الزمان، يقول لافونتين: غالبا ما ينقلب الخداع على صاحبه· ويقول أحد الأولياء الصالحين: لا تنظروا الى طول ركوع الرجل وسجوده، فإن ذلك شيء اعتاده، فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا لصدق حديثه وأمانته· بالتالي مسألة تزكية النفس أو تزكية الجماعات الكهفية لنفسها قد ولى وبلا رجعة، ولم يعد ينطلي على أحد منطق هذا مؤمن وذاك الأكثر إيمانا، وكذلك صكوك الغفران لم تعد تجدي نفعا، وبالمناسبة أذكر من التاريخ شخصية مثيرة للجدل وذات مواهب متنوعة، يونس بحري السائح والصحافي والإذاعي العراقي المعروف، في فترة من فترات حياته، انتقل للعيش في باريس، وفي تلك الفترة كان يؤم الناس في أحد جوامعها، وفي الليل كان يغني ويطرب الناس في المقهى الليلي القريب من ذلك المسجد!! ترى كم واحد بين ظهرانينا على شاكلة يونس بحري أو مماثلا لشخصيته؟ ولاسيما أولئك البعض الذين على حين غرة، أضحوا الحفاظ والأوصياء على أبنائنا وعلى دور العبادة وعلى صناديق جني الأموال، من صدقات وأخماس وزكاة!
قناة "الجزيرة"
"الجزيرة" بكل صفاقة، في نشراتها الإخبارية مستمرة في عرض، خارطة لفلسطين المحتلة مذكور عليها إسرائيل!! "الجزيرة" ما زالت تعتبر العمليات الإرهابية في العراق الشقيق مقاومة!! وعندما حصلت الحادثة الإرهابية في دولة قطر الشقيقة، انتقدتها بشدة! وخرج على شاشتها القرضاوي يدين تلك العملية!! هل يوجد تناقض أكثر من ذلك!
freedom@taleea.com |