علميا الإنسان يحلم كلما نام، شخصيا أنا لا أشعر بأني أحلم، ولولا الإيمان بحقائق العلم لقلت إني لا أحلم على الإطلاق· لا أدري لماذا؟ لكن يبدو أنني مشبع بأحلام اليقظة· في واقع الأمر وللدقة فأنا أشعر بعد الاستيقاظ بأنني حلمت ولكني لا أتذكر أي شيء عن الحلم· أنا أتعجب من كثير من الناس ممن يروون تفاصيل دقيقة لأحلامهم وكأنهم شاهدوا للتو فيلما سينمائيا· هذا موضوع شخصي··!! طبعا هو كذلك أو هو يبدو كذلك· الفرق أنني حلمت أو بالأحرى وعيت أنني حلمت ليلة البارحة· وهذه بالمناسبة ليست تأليفا لقصة ولا تنميقا لحلم لم يحصل ولكنها نقل حقيقي لحلم حقيقي وجدت لغرابته ضرورة مشاركة الآخرين به·
بدأ حلمي بمشاهدة سيارة سوداء "تنتة" يعني مكشوفة في ساحة فضاء· يبدو من تصميمها أنها من السيارات القديمة جدا· وفهمت بطريقة ما أنها "كاديلاك" وكان هناك شاب مرح وأيضا لا أعلم كيف علمت أنه صاحب السيارة وأنه من أبناء الأسرة الحاكمة··!! وأن هذه السيارة اشتراها الأمير الراحل مستعملة··!! "ليش" الأمير يشتري سيارة قديمة لا تسألوني فهو حلم، وحلم فعلا غريب· والأغرب أنه قال إن طرازها 1880··!! شركة جي إم وكاديلاك لم توجد في ذلك التاريخ··· أول سيارة صنعت في العالم كانت بعد 1900·· هل كان يجهل ذلك أم أن لسنة 1880 معنى؟ لست أدري·!! أعجبني منظر السيارة جدا ولا أدري، هل بسبب معرفتي بابن الأسرة الحاكمة أم أن مرحه وبساطته دفعاني لأن أتقدم وأتمنظر في سيارته؟ وكانت المفاجأة·· فهي كانت مغبرة من الخارج ولا تلمع كحال سيارات الاقتناء التي نشاهد· ولكن هذا بدا معقولا أو لم يمثل صدمة لي· الصدمة كانت أن الغبار كان في الداخل أيضا·· ولم يكن وحيدا·· كانت هناك قشور برتقال وأعقاب سجائر وكان هناك أيضا بقايا حب وفستق وصفائح معلبات "سودا" فارغة وورق تغليف "كاكاو وشاكليت"، ولا أعلم لماذا حدث لدي انطباع بأن الشيخ الشاب يركب فيها الدبش؟ "بالكويتي الدواب، وبالعربي سقط المتاع"·
مشاهدة هذه النفايات في سيارة الأمير الراحل دفعتني بجرأة الى سؤال الشيخ الشاب أن يسمح لي بقيادتها مقابل تنظيفها وتخليصها من القاذورات والشوائب· لا أعلم إن كان وافق أم لم يوافق·· فالحلم نقلني مباشرة الى داخل السيارة محاطا بضوضاء وضجة· الشيء الوحيد الذي فهمته منها، أي الضجة· أنهم معارضون لقيادتي السيارة ويحتجون لدى الشيخ الشاب بأنني لست مؤهلا لقيادتها· في سري كنت أضحك لأنني أعلم أنني متآلف والسيارة وكأنني قدتها من قبل· كان الى جانبي صديق لم أتبين وجهه فهو مجرد صديق أو معنيُ آخر بأن يجرب السيارة· كانت السيارة وأنا بداخلها "مصفوطة" في مواجهة بيت على عكس وضعها عندما رأيتها أول مرة فقد كانت في ساحة مكشوفة· المهم كان علي أولا أن أرجع الى الخلف·· الى الشارع، والضوضاء أو بالأحرى الغوغاء كانت تراهن على أنني لن أستدل حتى على ناقل السرعة للخلف· أنا "عشقت قري" بسهولة وبقوة رجعت الى الشارع وعملت الحركة التي كنت دائما أعملها أيام الشباب، الأيام التي كنت أقود فيها السيارات ذات التغيير العادي وليس الأتوماتيك مثل سيارات اليوم، لم أضغط على الفرامل لإيقاف السيارة بل بحركتي الرياضية "اللي حافظها من زمان عشقت" السيارة الى الأمام في أثناء رجوعها وضغطت بقوة على دواسة البنزين فيما كنت أرفع رجلي تدريجيا عن "الكلش"· عجلات السيارة أصدرت الصرير المعروف يعني "قحصت" وانطلقت بقوة وانسيابية الى الأمام· وسمعتني أقول للشيخ رغم أنه لم يكن معنا "والله قوية··"·· سقتها بضعة أمتار والغريب أن كل شيء كان فيها ممتاز إلا أنها "شوية تأخذ يسار··!!" كنت معني بأن أرجعها الى الشيخ بسرعة وسالمة أيضا "فخليتها تلف من كيفها" يسار حتى أصبحنا في طريق العودة· انتهى الحلم عندما قررت أرجع وأرجع السيارة وصحوت من النوم وأنا على خلاف العادة أتذكر كل شيء· مرة ثانية هذه ليست قصة وليست اختلاقا ولكنه نقل أمين لحلم لدي تفاسير كثيرة عنه·· فما تفاسيركم؟ |