في غفلة من الزمان وللمحسوبية دور كبير في وصوله لمنصب مدير، استطاع بسهولة ويسر لغياب مبدأ تكافؤ الفرص والنظام والرجل المناسب في المكان المناسب أن يستمر سنين طويلة في النيل من كل الشباب الوطني المؤهل والمخلص وليضع لنفسه هالة من القداسة لنفوذه وقوته وسيطرته وينتقم من كل موظف أخلص في عمله أو قال كلمة حق أمامه أو انتقده بموضوعية أو لم يكن عبداً يأتمر بأمره وينفذ دون تفكير ويبرر كل قراراته وتصرفاته الخاطئة، وقرب من حوله كل المنافقين الانتهازين الضالين في كل مؤامراته الخبيثة، أما المخلصون الشرفاء فهم في موقع العداء والمحاربة والضغط والعقاب أما الأعلى منه مسؤولية فهم يعتقدون وبسذاجة منقطعة النظير أنه الرجل الأوحد والعبقري الفذ، فالمدير هذا من نوعية فريدة من المسؤولين الممثلين لأدوار أكبر من حجمهم وقدرتهم وهو يلعب دور البطل في إدارة تعج بالأبطال الحقيقيين لكنهم مغمورون ولعلاقته مع المخرج والمنتج اختير نجما للفيلم ولكن كل من شاهده تأكد من فشله الذريع ولم يجد نفعا الديكور والإضاءة والمؤثرات وحتى بطلة الفيلم الحسناء لتحسين صورته أمام المتفرجين، عفواً الموظفين ولم يخف الموظفون كرههم له بالرغم من كل سياساته العدوانية تجاههم، فقد ضاقوا ذرعا بمجمل تصرفاته واستشهدوا بمقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، فمن العار أن يستمر الوضع المزري والمعاناة لأناس أحرار ومن المهانة والجبن أن يحاربوا في مصدر رزقهم ومستقبلهم العملي، وهل المطلوب أن يخضعوا وتدنس آدميتهم من أجله ومصالحه ورفاهيته! وهل من المعقول أن تختزل إدارة في شخص مدير هو سيد والباقي عبيد؟ وهل كل ما يقوله صحيح وقول الآخرين سراب ومحض افتراء؟ أو هل نعيش عصرالإقطاع؟ وأين الحق والعدل والإنصاف؟ وهل أصاب المسؤولون الأعلى العمى! أم أنهم لم يعودوا يسمعون صرخات ومناشدة المضطهدين المغبونين الذين لا حول لهم ولا قوة·
وأخيرا أين دور نقابات العمال في الدفاع عن مصالح ومطالب أعضائها؟ ولماذا تسكت عن مثل هذه الأعمال؟ وهل أصبح العمل النقابي مجرد منصب اجتماعي وتنفيعي؟ وهل فقدت دورها واندمجت لتكون قسما يتبع الوزارة أو الشركة التي تمثلها؟! يبدو ذلك!
nayef@taleea.com |