رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10ذو القعدة 1425هـ - 22 ديسمبر 2004
العدد 1658

الكويتيون وفلسطين
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

أثارت زيارة محمود عباس (أبو مازن) رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية في انتخابات التاسع من يناير (كانون الثاني) القادم، أثارت ردود فعل متباينة في الكويت، وبتقديري أن معظم الكويتيين أصبحوا أكثر تفهما واستعدادا للتعاون مع القيادة الفلسطينية الحالية، خصوصا بعد وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وتولي محمود عباس المسؤولية، وهو رجل واقعي يتمتع بعلاقات طيبة مع دول الخليج، ويسعى لتحقيق السلام لشعبه على أسس موضوعية وبالتعاون مع البلدان العربية الرئيسية مثل مصر والسعودية والدول الكبرى الرئيسية وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، وبالرغم من الموقف المخزي الذي وقفته منظمة التحرير تحت قيادة ياسر عرفات بشأن الغزو العراقي للكويت واحتلالها فإن الكويتيين، قيادة وشعبا، لم يتوقفوا عند ذلك وظلوا متحمسين للقضية الفلسطينية وساندوا النضال الفلسطيني بكل أشكاله، بما في ذلك النضال المسلح، واستمروا بتقديم الدعم المالي والمعنوي·· بل أكثر من ذلك زايد بعض الكويتيين في مواقفهم على الفلسطينيين ذاتهم وعبروا عن مواقف متطرفة بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وانتقدوا القيادات الفلسطينية المستعدة للحوار مع الإسرائيليين وعقد صلح تاريخي ينهي الصراع على أسس تعتمد على قرارات الشرعية الدولية·

ولكي نفهم المواقف الكويتية المتباينة من الشأن الفلسطيني فإننا يجب أن نتعرف على تاريخ العلاقة بين الشعبين·· بدأت هذه العلاقة تتأصل منذ الثلاثينات من القرن العشرين عندما وصلت أول بعثة تعليمية من فلسطين لمساعدة الكويت في تطوير نظامها التعليمي الوليد والتي تكونت من خبرة من المربين الفلسطينيين الذين ساهموا في إرساء قواعد التعليم في البلاد وكسبوا احترام الكويتيين، وأصبح عدد من هؤلاء من مواطني الكويت بعد أن تقرر تجنيسهم، ومنذ ذلك الحين تدفق على الكويت الفلسطينيون من مختلف المدن الفلسطينية ومن أصحاب التخصصات المتنوعة مثل الأطباء والمهندسين والمدرسين ورجال الأعمال والمهنيين وبرز الكثير منهم في مجالات عملهم وكانوا من خيرة الوافدين الذين ساهموا في بناء نهضة الكويت منذ بداية عصر النفط، خصوصا في عقود الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وتمكن الكثير من هؤلاء الفلسطينيين من بناء سمعة طيبة لهم في الكويت وكون كثير منهم ثروات مناسبة، وولد للكثير منهم أبناء وبنات أصبحوا لا يعرفون بلدا يشعرون له بالحميمية أكثر من الكويت، ولا شك أن خير توثيق للعلاقة بين الكويت والفلسطينيين هي تلك الدراسة القيمة التي صدرت في كتاب تحت عنوان "فلسطينيو الكويت: 1936-1990" والتي أعدها المرحوم توفيق أبو بكر في أوائل التسعينات من القرن الماضي، وهو رجل ظل دائما وفيا للكويت ووقف ضد الغزو العراقي بالرغم من الأجواء المعادية في الأوساط الفلسطينية في الأردن آنذاك·· ولا شك أن وفاته تمثل خسارة فادحة للقضية الفلسطينية في هذا المنعطف التاريخي·

لا ريب أن المواقف السلبية تجاه القيادات الفلسطينية التي يبديها عدد من السياسيين والمواطنين الكويتيين يجب أن تلاقي تفهما من كل من يريد أن يطور علاقات صحيحة بين الشعبين، وإذا كانت مواقف الراحل ياسر عرفات وعدد من قياديي الفصائل الفلسطينية لا يمكن تفسيرها من قيادات تناضل ضد الاحتلال، حيث لا يعقل قبول احتلال ورفض آخر، مهما كانت التسميات والمبررات، فإن مواقف الشارع الفلسطيني حتى في السنوات الأخيرة بشأن الكويت أو تأييد النظام البائد في العراق لم تسعف الكويتيين لتجاوز مرارتهم التي نتجت عن تلك المواقف التي اتضحت خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت·· لا يمكن تحميل أبو مازن تلك المواقف السلبية لكن هناك حاجة لتبديل التوجهات السائدة في الساحة الفلسطينية بما يتوافق مع إمكانات توطيد علاقات معقولة مع الكويت·

ومهما يكن من أمر فإن مواقف القيادة الكويتية تمثل وعيا حقيقيا بأهمية تطوير علاقات وتأكيد هذه القيادة على الالتزام بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولة مستقلة بموجب قرارات الشرعية الدولية·· كذلك لا بد أن الفلسطينيين، وعلى الأقل التيارات الأساسية في الساحة الفلسطينية، قد أيقنوا أن تحقيق أهدافهم يعتمد بدرجة كبيرة على الدعم العربي، وخصوصا دعم مصر ودول الخليج، لتمكينهم من إنجاز مفاوضات مفيدة مع الإسرائيليين تمهد لإقامة الدولة الفلسطينية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية وإنهاء الاحتلال الاستيطاني في أراضي الضفة الغربية وغزة، كما أن هذه الدولة تستلزم توفير تمويلات للتنمية الاقتصادية لتحسين ظروف المعيشة المتعسرة للملايين من الفلسطينيين والذين يعانون من شظف العيش، ولا بد أن الكويت ستلعب دورا أساسيا في تمويل التنمية الفلسطينية من خلال مؤسساتها الأساسية مثل الصندوق الكويتي وغيره من مؤسسات تنموية أخرى تساهم الكويت فيها بشكل مؤثر، لذا سيجد الفلسطينيون في الكويت دعما وتفهما!

tameemi@taleea.com

�����
   

أمريكا.. أرض الميعاد!!:
سعاد المعجل
استجواب الحفلات:
د·أحمد سامي المنيس
أقزام السياسة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عمليات إرهابية قريبا..:
محمد بو شهري
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟:
فهد راشد المطيري
مشروعات مشروعات..:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الكويتيون وفلسطين:
عامر ذياب التميمي
الغلوّ في الطرح
آفة الفكر المزمنة:
يحيى علامو
الحكم الصالح:
د. علي الزعبي
قضيتنا المركزية
"قراءة في سلم الأولويات":
أحمد المهنا
احمدوا ربكم على النعمة:
مسعود راشد العميري
الزبى وصل عند بابك يا طويل العمر!:
عبدالخالق ملا جمعة
الإسكندر المقدوني.. هذا هو :
فيصل عبدالله عبدالنبي
وبالشكر تدوم النعم
ماذا يحدث في قانونية البلدية؟:
عبدالحميد علي
العرب في ثلاث قوائم عالمية:
رضي السماك