في العمل السياسي هناك من يكون قمة شامخة في العطاء، وهناك من يعيش في الأوحال ويصطاد في الماء العكر ليصطاد ما يقتات به·
ولقد أعجبني مندوب سماحة آية الله السيد علي السيستاني حفظه الله وهو ينتقد تصريحات حازم الشعلان وزير الدفاع العراقي ويصفه بأنه "قزم سياسي" هذه التصريحات التي استنكرتها كل الشخصيات العراقية وعلى رأسهم الرئيس الموقت غازي الياور الذي أعلن عن عدم موافقته على تصريحاته·
وكذلك فعل موفق الربيعي وهو أحد أعضاء القائمة المشكلة بزعامة سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم والتي باركها آية الله السيستاني·
ولقد جاء على لسان الشعلان أن القائمة التي تضم مجموعة طيبة من الشخصيات العراقية بمختلف الأديان والمذاهب وصفها بأنها قائمة "إيرانية" وهو اتهام بدأنا نسمعه هذه الأيام بكثرة مع اشتداد الهجوم الأمريكي على إيران وسورية·· وبالتالي فإنه ليس من المستغرب أن نسمع صدى هذا الهجوم من خلال تصريحات البعض هنا وهناك تجاوبا مع ذلك التصعيد·
ومن الطريف أن القائمة التي تحتوي الأشراف والفضلاء من أبناء العوائل العراقية العريقة هي التي يتهمها الشعلان، (وهو بعثي سابق أرسله صدام للتجسس على المعارضة في الخارج الى أن اكتشف أمره)·
ولا يعرف هؤلاء الأقزام موقع المرجعية وأهمية وجودها ومدى ارتباط الناس بها، وبالتالي فإنهم وبعد أن شعروا بتأثيرها الرفيع وقدرتها على بناء نسيج الوحدة الوطنية بين فئات الشعب العراقي ارتأوا وبناء على أوامر صادرة لهم الهجوم عليها لإشغالها في صراعات "قزمية" ونزاعات جانبية دون أن يدركوا أن مراجع المسلمين وآيات الله الكبار أبعد ما يكونون عن النزول الى هذا المستوى حتى لو كان الذي يهاجمهم يتقلد منصب وزير أو أكبر من ذلك·
وينقل عن آية الله السيد السيستاني حفظه الله كما نشرت الزميلة "الرأي العام" أنه كان يتابع الحركة السياسية منذ زمن الحكم الملكي وظهور الشيوعية وأن هناك دائما قوى تحركها أياد من الخارج، وينقل عنه قوله، هؤلاء نرفض التعامل معهم في الأمس واليوم والمستقبل، وهؤلاء لا يستطيعون الرسوخ في كل ظروف العراق، فمن يسر بأجندة الآخرين حتما سيسقط عنه القناع الذي لبسه بأي حال من الأحوال·
هذا النوع من التصريحات المتشنجة بدأت تصل إلينا في الكويت، فليكن الشرفاء على حذر وألا ينساقوا مع الأقزام السياسيين الذين يريدون إنزال الشرفاء من قممهم· |